![](/sites/default/files/old/images/p03_20080607_pic1.jpg)
ويقول أحد المتابعين من داخل تيار المستقبل في البقاع إن نقاشاً واسعاً يدور في الغرف المغلقة لتقويم أداء بعض المسؤولين في التيار خلال الأحداث الأخيرة ومدى التواصل مع القواعد الشعبية التي تركت تواجه مصيرها وحدها وبإمكاناتها الذاتية المحدودة.
ويضيف أن «الحالة الشعبية لتيار المستقبل في البقاعين الأوسط والغربي كانت وفية وأمينة، ووقفت بحزم تدافع عن وجودها ومشروع التيار السياسي في ظل غياب تام لعدد من القادة المحليين والمركزيين الذين آثروا الابتعاد حتى لا نقول الهرب. وكشفت الأحداث الأخيرة مدى هشاشة وضعف قادة فرضوا للأسف فرضاً على قواعدنا الشعبية التي كانت أكثر منهم وعياً للأمور، حيث لم نكن نستمع إلى أصوات المعترضين أو المحتجّين وملاحظاتهم التي بدأنا نأخذها بعين الاعتبار ونحاورهم بهدوء»!
قادة فُرضوا للأسف فرضاً على قواعدنا الشعبية التي كانت أكثر منهم وعياً للأمور».
ويمضي قائلاً: «للأسف الشديد بعض القادة في تيار المستقبل، وفور بدء الحوادث، فتحوا قنوات اتصال مع بعض قوى المعارضة من أجل مصالحهم الشخصية، وانكشف أمرهم بسرعة وأثبتت علامات الاستفهام التي كانت ترسم حولهم صحتها في بعض الأحيان. لقد كشفت الأحداث الأخيرة حجم الفساد المالي وارتباط بعض رموز التيار في البقاع بأجهزة أمنية حزبية لبنانية ورسمية سورية».
ويؤكد المتابع من داخل تيار المستقبل أن «المساءلة والمحاسبة» التي شرعت فيها الهيئات التنظيمية في التيار «لا بد لها من إتيان ثمارها على وجه السرعة حتى نتفرّغ للانتخابات النيابية المقبلة».
ويضيف: «على الجميع أن يفهم أن تيار المستقبل ليس جمعية خيرية، فهو حركة سياسية أولاً وأخيراً، وهذا أمر محسوم، ولكن للأسف بعض القادو حولوا التيار إلى جمعية للتنفيعات والمحسوبيات الشخصية على حساب مصالح قواعدنا الشعبية التي ظلمت مرتين: مرة حين فرضنا عليها أشخاصاً فاسدين، ومرة حين أشعرنا هذه القواعد بأنها مجرد أرقام نساوم عليها في المواسم».