يعتقد كل من يلتقي باسل أنه ما زال طالباً جامعياً بسبب وجوده الدائم في الجامعة. ولكن الشاب ترك الدراسة منذ ست سنوات قبل التخرج بفترة قصيرة من مدرسته المهنية، فهو لم يكن بارعاً، ولم يجد أن الدراسة تنفعه في الحياة. يعتقد باسل أنّه «يعرف كل شيء. وليس بحاجة إلى تعلم المزيد»، كما تقول والدته باستمرار. بعد تركه الدراسة، عمل مع والده في دهن المنازل. ولكن الوالد يعمل لحسابه، وكان العمل غير متوافر دائماً. فاضطر باسل بعد فترة إلى البحث عن عمل كي يؤمّن مصروفه. أمّن له صديقه عملاً في ورشة بناء. لم يكمل فيها الثلاثة أشهر، فـ«العمل شاقّ ولا يناسب مهاراتي الاجتماعية وثقافتي الواسعة».بعد ذلك، تنقّل باسل في أعمال عدة موظّفاً في شركة توزيع مياه، ثم محصلاً للفواتير في إحدى المؤسسات. ولكنه لم يبقَ في هذه الوظائف فترة طويلة. إذ لم يناسب الدوام مواعيده العديدة وكان الراتب لا يغطي متطلباته المادية.
يعرف باسل كيف يستغل وقت فراغه الطويل. فهو يتنقّل في النهار بين الكليات حيث يدرس أصدقاؤه، حيث أصبح الخبير الأكبر في المقاهي الجامعية، يعرف ما يقدمه كل واحد منها وكيف يكون الجوّ فيها. وتراه دائماً يعطي النصائح للوافدين حديثاً إلى الجامعات عن الكافيتيريا والمقهى الأفضل. أما في المساء وبعد عودته من سهراته عند الأصدقاء، فيتفرغ لاستخدام شبكة الإنترنت لساعات طويلة تبقيه ساهراً حتى الصباح.
لا يشغل باسل نفسه كثيراً بمسألة بطالته وعدم قدرته على تلبية احتياجاته المادية، وأهمها علبتا سجائره اليومية وما يلزمه من مال للسهرات والخروج مع الأصدقاء. فهؤلاء لا يدعونه يحتاج إلى شيء. فوجوده الضروري في كل السهرات والحفلات والمناسبات جعل أصدقاءه، وخصوصاً من الجنس اللطيف، يتبرّعون دوماً لتغطية نفقاته، الأمر الذي لا يزعج باسل أبداً.
ينتظر باسل اليوم فرصة العمل العظيمة التي ستفيه حقه، ولذلك فقد أرسل سيرته الذاتية إلى أصدقاء له يعملون في إحدى دول الخليج «هونيك المصاري موجودة كتير، وأكيد هني بحاجتي».
ديما...