![](/sites/default/files/old/images/p08_20081122_pic1.jpg)
أما يوسف ملص الموجود في مشتل عائلته المحاذي لمخيّم البارد (أو ما بقي منه)، فحالته ليست أفضل، «أنا خسران من ورا هالإستقلال 80000 دولار بضاعة تالفة أيام حرب البارد». لكن «حرب تمّوز هي التي ضرّتنا أكتر شي»، كما يقول. وعندما تسأله عما قد يساعد الزراعة في عكاّر، يفتح عينان ناعستان قائلاً «لا عنا روزنومه (روزنامة زراعية) ولا مساعدة بالسماد أو بالتكاليف من الدولة. إذا بيعملوهن بيكون كتير منيحه»، لكنه سرعان ما تغلب الواقعية عليه «ولا بتصير بمية سنة، ليك ليك»، ويهز برأسه علامة اليأس.
أما فرحان، الذي ظنناه لبنانياً ليتبين بعد طرح السؤال عليه، ومن لهجته، أنه عامل سوري، فإن جنسيته لم تمنعه من الإدلاء بدلوه حيث يقول «أنا بالاستقلال ما إلي علاقة... بس زراعياً ما في شي زابط هون!».
أما أنطونيوس عيسى، وهو أحد مزارعي التفاحيّات في بزبينا وهي بلدة زراعية في منطقة الجومة، فيعتقد أنّ الاستقلال الحقيقي يأتي مع استقلال المزارع اللبناني. أما الوضع الآن فيصفه بكلمة واحدة «تعتير»، عازياً ذلك إلى «اختفاء التعاونيات بسبب دخول السياسة إليها والمنافسة الأجنبية والنقص الشديد في اليد العاملة بسبب إقبال شباب المنطقة على الالتحاق بالجيش لأن فيه ضماناً صحياً وراتبه مضمون». وأنت تغادر عكّار، يستوقفك مشهد بسطات الموز على طريق البدّاوي. تريد أن تشتري كيلو من الموز، تترجّل من السيّارة وتستغلّ الفرصة لتسأل البائع خالد العتر من دير عمار عن الاستقلال والأوضاع عامة، فيسلّمك موزة مبتسماً بمرارة «كلّك موزة يا خالي ما أحسنلك؟ كول وانسَ...»، فتأكل وتنسى.