راجانا حميةلا شيء جديداً في ملفّ تعويضات الأسرى المعوّقين المحرّرين من المعتقلات الإسرائيليّة. فبعد حوالى شهر على تقديم الأسرى ومركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب مذكّرة تحذيريّة للمطالبة بتطبيق القانون 364 (2001) قبل اتّخاذ الخطوات التصعيديّة، لم يأت القرار من وزارة المال بعد بإخراج الملف من أدراج مصلحة الصرفيّات. هذا الملف، القابع منذ 7 سنوات في درج المصلحة، لا يبدو أنّه سيخرج في وقتٍ قريب، بحسب ما يشير أمين سر الهيئة الوطنيّة للمعتقلين ابراهيم كلش، لثلاثة أسبابٍ رئيسيّة، أوّلها «دخول الملف في كنف التجاذبات السياسيّة، وخصوصاً أنّ المحرّرين ينتمون إلى تيّار المقاومة غير المرغوب فيها في الوقت الراهن». أمّا السبب الثاني، فهو أنّ ملف تعويضات الأسرى المعوّقين «لم يكتمل بعد، فإعاقة الأسرى لم تثبت بعد في سجلات المالية، إضافة إلى كون الملف يأتي من ضمن ملفٍ أكبر خاص بـ1700 أسير، ما تزال بعض طلباتهم منقوصة، أو أنّ بتّها متوقّف منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري». ولكن ماذا عن السبب الثالث؟ السبب الثالث هو عدم رفع المسؤولة علياء عباس للملف بحجة «استكمال نواقصه». نطلب التحدث إليها، فإذا بها في إجازة طويلة في عمان، ولا بديل عنها للتصريح!! إذاً، 30 أسيراً معوّقاً محرّراً وأكثر من 1700 أسير محرّر بيد رئيسة مصلحة الصرفيّات علياء عبّاس، التي تنتظر بدورها قرار الوزير، المنتظر هو أيضاً «القرار الأعلى» للسماح بهذا الإفراج.
وبانتظار «الوحي الرسمي»، المتأخّر على ما يبدو، لن يجد عبّاس حيدر، الأسير المحرّر منذ عام 1985 سبيلاً سوى تجميع المستندات «بالعبري والعربي والفرنسي» التي تثبت أحقّيته بالحصول على التعويض أو المعاش التقاعدي. عبّاس، الذي أُسر مصاب بقدمه اليسرى خلال تنفيذه عمليّة منظّمة العمل الشيوعي التي حملت اسم الشهيد كمال جنبلاط عام 1985. وقد خرج من الأسر مبتور الساق وبإثباتٍ إسرائيلي أنّه «غير صالح» للعمل. وعلى هذه الشاكلة أيضاً، خرج عدنان علّيق وكريم نجدي وإبراهيم قصير وجهاد السعدي وموسى حرب وغيرهم، من دون أن يسعفهم ذلك الإثبات بأخذ حقّهم من الماليّة، التي ترجع، في كلّ مرّة، أسباب هذا التأخير بدفع التعويضات إلى استكمال النواقص في الملف، التي لا يجد كلش مبرّراً لها، وخصوصاً أنّ الهيئة الوطنيّة للمعتقلين، بالتعاون مع الجمعيّة اللبنانيّة للأسرى والمحرّرين قد عملت منذ شهرين على استكمال غالبيّة هذه النواقص. فماذا حصل منذ شهرين إلى الآن؟ بالطبع لا شيء، ربّما علينا وعليهم انتظار عودة عبّاس من إجازتها في عمّان.