خضر سلامةقبل أكثر من قرن، تخيّل الكاتب إميل زولا «عائلات كحولية»، يتوارث فيها الأبناء الإدمان على الكحول... ربما؟ فالآن، أظهرت الأبحاث الجينية أنه كان من الأجدى الكتابة عن عائلات «كوكانية»، إذ اكتشف طاقم بحثي من 20 باحثاً يعملون في الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم جيناً مرتبطاً بالاستهلاك الزائد للكوكايين. آينهو بلباو وزملاؤه في الأكاديمية، درسوا أصل التحولات البيولوجية على أمد طويل، التي يسببها التعاطي الدائم للكوكايين، وبواسطة فئران معدلة جينياً، لاحظ بلباو أن الاستهلاك للمخدر يدمر جيناً يُدعى «CamK4»، تدميراً يبدو أنه يجعل الحيوانات أكثر تعلقاً بالكوكايين، هذا الجين الموجود أيضاً لدى الإنسان أثار فضول الباحثين، فعمدوا إلى التأكد من آثار التجربة على البشر، واستعانوا بمقارنة الخريطة الجينية بين 670 مدمناً برازيلياً مع 726 فرداً سليماً، «لاحظنا عندها وجود تحوّل في وضع جينة الـCamk4 يقول جون رودريغيز، أحد أعضاء الفريق، ويشرح الباحث مؤكداً أن الجين لا علاقة له بأي إحساس بالمتعة لدى المدمن، ولكن حاملي الجين المتحول، يبدون أكثر قبولاً للإدمان على الكوكايين، ما يفتح الباب أمام تبني نظرية تقول بأن هذه الجينة هي التي تتحكم بعلاقة الدماغ بكمية الكوكايين في الجسم.
«إلى هنا، نكون قد درسنا علاقة جين الـ cam4k بالإدمان على الكوكايين، إلا أننا ننوي توسيع بحثنا ليطال أفراداً يعانون إدماناً آخر، كالإدمان على الكحول، للتحقق مما إذا كان للعالم الجيني أي علاقة بتقبل الجسم لحالة الإدمان على عنصر ما دون آخر» يقول رودريغيز، الباحثون يعترفون بأن بحثهم لا يعزز مباشرة القدرة على علاج بيولوجي للإدمان على المخدرات، ولكنه على الأقل، قد يفتح الباب أمام استباق إدمان فرد ما دون آخر وتوعيته، حسب بلباو.