إذا كانت ذكرى استشهاد غيفارا لا تزال تجمع شباباً مختلفين إيديولوجياً، فإنّ هؤلاء لا يستبعدون تقارباً انتخابياً في المرحلة المقبلة
صور ـ آمال خليل
كانت المناسبة إحياء ذكرى استشهاد الثائر الأممي تشي غيفارا، واعتقال الكوبيين الخمسة في الولايات المتحدة الأميركية، بدعوة من اتحاد الشباب الديموقراطي فرع صور في مركز باسل الأسد الثقافي. يدور على الشاشة فيلم مصري تسجيلي قصير تربط مخرجته بين الشهيد المحتفى به وجمال عبد الناصر والسيد حسن نصر الله، مشيرة إلى أنّهم وجوه لمقاومة واحدة. ملأ الجمهور المقاعد وفضاء المدرج بالأعلام الحمراء. وتبين أنّ نصف الحضور فلسطينيون من مخيمات المنطقة «حشدتهم» الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وربع الجمهور كانوا من الرفاق الشباب، الذين جاؤوا إلى صور مباشرة من بيروت بعد الاحتفال بتأسيس الحزب الشيوعي. أما الربع الأخير، فهو بعض «الإخوة» من التعبئة التربوية في حزب الله، تحلقوا حول نائبهم حسن حب الله، ومسؤول لجنة الأسرى الشيخ عطا الله حمود، ومسؤول التعبئة في الجنوب موسى عبد علي، الذي خطب في الاحتفال الأحمر. وظهر بينهم من حين لآخر السفير الكوبي داريو أورا تورينتي.
يستعيد الرفاق المنظمون حركتهم خارج القاعة ويعيدون للاحتفال هويته. يضبطون الشريط الأحمر الذي يفتتح معرض صور عن المعتقلين الخمسة، الثورة الكوبية، فيديل كاسترو وغيفارا. تعيدهم بعد حين أصوات الخطباء إلى داخل القاعة لسماع المداخلات بالصوت والصورة، التي بدأت مع السفير الكوبي وانتهت مع كلمة الاتحاد.
اتحاد الخطباء والحضور في ثوب أحمر واحد، انعكس تفاوتاً في آراء الرفاق في أثر تحلّق المختلفين معهم إيديولوجياً حولهم في نشاطهم. البعض وجد أنّ الشيوعيين واليساريين «أصبحوا ضيوفاً على مناسبة حمراء كهذه تبدو فيها التعبئة التربوية في حزب الله الحاضر الأبرز»، في إشارة إلى مواظبة عناصر الحزب وممثليه على المشاركة أخيراً في سلسلة النشاطات التي تقام في المناطق لهذه المناسبة تحديداً.
من جهته، يحاول مسؤول الاتحاد في منطقة صور رائد عطايا أن «يرى القسم الملآن من الشكل الجديد في تعاطي مختلف الأحزاب مع بعضها بعضاً». ويشير إلى «إمكان تفعيل التعاون بين قطاع الطلاب والشباب في الحزب الشيوعي مع أقرانهم في حزب الله والتيار الوطني الحر على سبيل المثال». فالحزبان الفاعلان في الجنوب، حسب عطايا «قد يؤسسان مع الحزب الشيوعي واقعاً جديداً بانتظار الانتخابات النيابية المقبلة، إلى جانب حملة خفض سن الاقتراع التي ينشط الثلاثة فيها». لكن عطايا يؤكد ضرورة العمل أولاً على لملمة الصف الداخلي المتشرذم للرفاق في منطقة صور خصوصاً، والجنوب عموماً، لاستعادة الحضور المتماسك. حضور تعززه إعادة افتتاح مقر اتحاد الشباب في صور المقفل لدواع مادية وتنظيمية منذ أكثر من عام. ويأتي الافتتاح القريب للمقر ضمن توصيات مؤتمر الاتحاد العام الذي عقد قبل شهر. ما سيفسح المجال لاحقاً، حسب عطايا «لاستقطاب الشباب وعقد ندوات وحملات توعية بشأن تطبيق النسبية في الانتخابات والعلمانية». قضايا يؤكد الرفاق أنها «ستعيدهم إلى العزلة مجدداً في الجنوب تماماً كما كان الأخ غيفارا معزولاً في كوبا».