مروان صافيتستحق الحياة أن يعيشها المرء حتى الثمالة! تروّج لك مختلف المزامير أنك في صلب الحياة تغدو وتعدو وحيداً فريداً، ينتابك جليل الأفعال ويصيح في داخلك. ما هذا السوط الذي يجلدك على مدى العمر؟ وبالرغم من تلك الدراما المأسوية، فإن الحياة لذيذة لأنها قدرك وطاقتك، وسنون عمرك الذي يستنزفك في كل لحظة وثانية. تستشرف نوراً يضيء ظلام هذه الدنيا، بعدما أمعنت فيها الأحادية العالمية، ظلماً وجوراً فادحاً، وتنكيلاً بحق الإنسان.
إنّ هذه الأحادية العالمية فرضت على هذا العالم أن يبيع كل قيمه وكل معتقداته بأبخس الأثمان، ليشتري من الغرب حضارات النايت كلوب، والمخدرات، والإمعان في سفك الإنسان، لكل ما هو عدل وحق وجمال.
كل هذه الغلال المسروقة من شعوب الأرض، وخاصة دول العالم الثالث، تؤدي إلى إحالة الدور على الأميركي الجشع والغربي اللاعادل بدفع الأثمان بدوره. إن هذا الانهيار المدوي، هو الضريبة التي يدفعها المجرم والسارق، ولا أحد بمنأى عن دفع الأثمان من أصحاب المليارات المتوحشين. إنها كرة الثلج ستبقى تتدحرج حتى انتهاء مرحلة العالم الرأسمالي الجشع المتوحش. في زمن التحولات الخطيرة نستذكر البدايات للانهيار في الاتحاد السوفياتي حتى وصولها لمرحلة الانهيار. ومع أن الفكر الاشتراكي هو الأقرب إلى العدالة، لكن سوء التطبيق أدى إلى انهيار الامبراطورية الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي، وراح يتفكك إلى حلقات منفصلة متجزئة، أوصلته إلى الوهن والضعف... وهكذا سقطت الدولة العظمى في فخ عدم التطبيق، فحصل الانهيار الذي استمر طيلة عشرين عاماً، حتى استكمل الانهيار التام. واليوم يأتي الدور على هذا النظام العالمي الجديد البائد، الذي روج له بعض من مفكري المحافظين الجدد الذين استباحوا الكرة الأرضية من أجل غاياتهم القذرة، وها هو الجنرال الحربي جورج بوش يسقط وحيداً، وكل من الحلفاء الصغار والكبار يتبرأون منه حتى من داخل حزبه.
مما لا شك فيه أن كرة الثلج سوف تتدحرج رويداً رويداً حتى تؤتي ثمارها، فيسقط النظام العالمي الذي تبناه المحافظون الجدد، وهو نظام السوق والعولمة الذي يزيد الغني غنى والفقير فقراً.