الضنية ـ عبد الكافي الصمد«مشروعنا تنموي بحت، ولا علاقة له بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد». بهذه العبارة استهلت ممثّلة مؤسّسة الإسكان التعاوني، بيوتي جعيتاني، اجتماع تأليف لجنة إنماء للعمل البلدي في بخعون ـ الضنّية، الذي تنفّذه مؤسّسة رينيه معوّض وشركة «JAA» الأميركية للتنمية، بتمويلٍ من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ضمن برنامج «تمكين». ما دفع جعيتاني إلى البدء بهذه العبارة، هو استشعارها المسبق بوجودها في منطقة تحمل صبغة سياسية معارضة، فسارعت إلى القول إنّ «وجود مؤسسة رينيه معوّض كشريك في المشروع يأتي في الإطار الإنمائي ولا علاقة له بالسياسة ولا بالانتخابات النيابية، فأنتم في دائرة انتخابية والمؤسسة في دائرة أخرى». وعندما لفت أحد الحاضرين نظرها إلى أن وجود وكالة التنمية الأميركية قد يسبّب «نقزة في المنطقة»، أجابت جعيتاني «نحن آتون للتنمية فقط، والوكالة تساعد على تنفيذ مشاريع إنمائية، بعيداً عن الانتماءات السياسية والطائفية».
أسهمت شروح جعيتاني في كسر الجليد قليلاً، ما ساعدها على الدخول إلى صلب الموضوع، فرأت أن مهمة اللجنة «هي مساعدة المجلس البلدي على تنفيذ بعض المشاريع التنموية التي تسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي»، مشيرةً إلى أنّ «البرنامج يشمل تنمية 40 بلدة شمالية: هي 20 بلدة في الضنية، و12 في عكار، وتحديداً في محيط مخيم نهر البارد، و8 في قضاء زغرتا، بكلفة تراوح ما بين 60 ألف دولار أميركي و70 ألفاً لتنفيذ المشروع في كلّ بلدة». وبعد أخذ ورد بشأن مدى قدرة هذا المبلغ «البسيط» على تنفيذ مشروع مربح، انتقد أحد مخاتير البلدة مصطفى الصمد «توحيد قيمة المبالغ المالية بين المناطق، دون الأخذ بالاعتبار حاجات بلدة لا يتجاوز عدد سكانها ألف نسمة، وأخرى يصل عدد أفرادها إلى أكثر من 15 ألفاً»، فردت جعيتاني بأنها سترفع هذه الملاحظة إلى المعنيين. وبعد أخذٍ وردّ ومناقشات طويلة، تألّفت اللجنة من 14 عضواً، فضمّت رئيس بلدية بخعون أنور ديب وعضوين من المجلس البلدي ومختاراً وممثلين عن القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، واختير عضو البلدية محمد يوسف منسقاً عاماً للجنة متابعة الأمور مع المشرفين على البرنامج. وقد أوضح ممثل مؤسسة رينيه معوض محمد عجاج أن «المرحلة الأولى التي تعقب تأليف اللجنة مخصصة للقيام بمسح إحصائي اقتصادي واجتماعي وتربوي في البلدة، ومن ثم اقتراح عدة مشاريع لاختيار واحد منها في نهاية المطاف تمهيداً لتنفيذه في غضون 3 سنوات على الأكثر». وفي هذا الإطار، دعا رئيس جمعية النهضة الثقافية، حسين الصمد، إلى «ضرورة أن تكون عملية المسح شاملة ودقيقة، بما يساعد على معرفة احتياجات البلدة مستقبلاً بطريقة أفضل».