نهر البارد ــ عبد الكافي الصمد«خطوة إيجابية هامة نأمل أن تتبعها خطوات أخرى لإعادة الأمور إلى طبيعتها». بهذه العبارة علق مسؤول الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في مخيم البداوي عاطف خليل على قرار قيادة الجيش اللبناني السماح لمن يرغب من الفلسطينيين واللبنانيين بالدخول إلى مخيم نهر البارد إذا كانوا لا يملكون تصريح دخول خاصاً يخوّلهم ذلك، كما هو معمول به منذ انتهاء المعارك فيه قبل أكثر من سنة، ولأربعة أيام متتالية خلال عطلة عيد الأضحى. القرار أثلج قلوب أبناء المخيم الذين لم يعودوا إليه بعد، ولبنانيين من الجوار كانوا يرون في المخيم سوقاً رئيسية، فضلاً عن إقامتهم علاقات اجتماعية واقتصادية واسعة مع فئات عديدة فيه، ما جعل السماح بدخوله فرصة لهم ولفضوليين كثر، للاطلاع عن كثب على أوضاع المخيّم بعد طول انتظار. ومنذ اليوم الأول للعيد تدفق المئات باتجاه المخيم، بعدما اكتفى الجيش بأن يضع الداخلون بطاقة هوياتهم عند الحاجز على أن يسترجعوها ساعة خروجهم، فسارعت أغلبيتهم بعد أداء صلاة العيد للتوجه الى المقابر لتلاوة الفاتحة على أرواح موتاهم في تقليد متبع في الأعياد. إيجابية الجيش اتسعت باتجاه السماح للفلسطينيين بالدخول إلى المقابر الموجودة في الجزء القديم من المخيم عبر الطريق الساحلي، انطلاقاً من مركز صامد وتجمّع مدارس الأونروا، بعد «توافق مبدئي تم التوصل إليه بين الجيش والفصائل الفلسطينية»، وفق ما أشار عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سمير لوباني؛ فتجمعت حشود كبيرة وسلكت الطريق المذكور وصولاً إلى مقبرة الشهداء الواقعة قرب مسجد فلسطين. أما مسؤول حركة فتح الانتفاضة في الشمال خليل ديب فرأى في «الخطوة مؤشراً إيجابياً، فأي إجراء يسهل حركة الناس يعني التأكيد على أن خصمنا وخصم الجيش واحد»، معتبراً أن «من الضروري خلق جو من التعاون الإيجابي بين الطرفين، خصوصاً أن دخول لبنانيين من الجوار للتهنئة بالعيد أو للتسوق كان فرصة للتفاعل بينهما، ولإحياء صداقات عمر، وللتأكيد على أن المخيم ليس «غيتو» مغلقاً في وجه أحد». من ناحيته، طالب عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديموقراطية أركان بدر، «بإنهاء الحالة العسكرية المفروضة على المخيم، وإلغاء نظام التصاريح وتسليم ما بقي من أملاك خاصة في الجزء الجديد من المخيم»، مستنكراً «حصار غزة في ظل صمت رسمي عربي مستهجن»، داعياً إلى «مواجهة هذا العدوان بالشروع الفوري بالحوار الوطني الشامل بعيداً عن الشروط المسبقة».