شامل إبراهيم معكرونبعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، وعلى غزة في كانون الأول 2008، علينا دراسة العِبر والتحضير للحرب المقبلة. يتحتّم على المقاومة، وعلى العسكريين والباحثين، الغوص بعمق وجدية في حيثيات الجولتين السابقتين لاستخلاص النتائج وتطوير العمل العسكري والسياسي للحرب المقبلة. وأود أن أطرح هنا بعض الأفكار سعياً وراء هذا الهدف:
1 ـــــ لم يعد مقبولاً الخوض في معارك من دون تحضير ملاجئ للمدنيين. ماذا يمنعنا من تجهيز أقبية وملاجئ حتى نحافظ على حياة أطفالنا ونسائنا وعلى المدنيين عامة؟ الأمر ليس صعباً وهو في غاية الأهمية ولا يحتاج لكثير من المال. هم أهلنا ومسؤوليتنا.
2 ـــــ إن السيطرة الجوية للطيران الإسرائيلي لم تعد تطاق، وإذا لم نستطع شراء صواريخ مضادة للطائرات، فعلينا البحث في إمكان التصنيع المحلي. أصبح الأمر ملحاً وضرورياً كالهواء والطعام. إن المقاومة الفلسطينية قد نجحت في تطوير الصواريخ المحلية وزاد مداها إلى أبعد من 20 كيلومتراً.
نحني الرأس لجهودهم، ولكن هل من المستحيل إيجاد العناصر البشرية الخلاقة والمواد الأولية لصنع الصواريخ المضادة للطائرات التي تعربد في أجوائنا وتقصف البشر والبنية التحتية؟ علينا الاعتماد على الذات. كيف تتمكن إيران من صنع هذه الصواريخ؟
3 ـــــ لماذا لم ننجح في إطلاق انتفاضة في الضفة تساعد المقاومة العسكرية في غزة؟ جرت الدعوة إلى مثل هذه الانتفاضة ولكننا لم نشهد تجسيداً عملياً لهذه الانتفاضة. نجاحنا في حرب الصورة لم يكفِ لإشعال انتفاضة الحجر.
4 ـــــ علينا الاعتماد على مصادر الطاقة البديلة حتى لا يكون هناك انقطاع كامل للكهرباء والغاز، مما سيكون له تأثير على كل نواحي الحياة وعلى سير المقاومة. فمن السهل الحصول على الألواح الشمسية والمراوح الهوائية لتوليد الكهرباء وللإنارة. وبما أنّ العدو الإسرائيلي يلجأ للمحاربة الليلية بالمناظير تحت البنفسجية، فالمطلوب منا الاستعداد للقتال الليلي.
5 ـــــ مطلوب ممارسة الحرب النفسية والدعائية وقد تكون أقوى من تأثير المدافع ولها دور رئيسي في شحن الهمم ورفع المعنويات.
6 ـــــ لماذا لا نستطيع ضرب جزء من البنية التحتية للعدو الإسرائيلي؟ علينا التركيز على هذا الهدف مثلما يفعل هو ويهددنا ليل نهار بضرب البنية التحتية.
7 ـــــ كيف يمكننا تطوير العلاقة مع مصر والسعودية والأردن وإعادة اللحمة؟ كيف يمكننا تغيير معادلة الانقسام في الصف الفلسطيني؟ كيف نتخلص من الخط الاستسلامي للسلطة؟
علينا العمل ليل نهار لتطوير ذاتنا وإيجاد الحلول لتحسين أدواتنا الدفاعية وخططتنا السياسية. نحن الآن أفضل ممّا كنّا عليه سنة 1948 وسنة 1967، ولا تنقصنا الإرادة ولا الإيمان كي نتقدم.