![](/sites/default/files/old/images/p12_20090209_pic2.jpg)
يجلس علي عمر على عتبة باب المحل في انتظار صديق «لنلعب دقّ بليار». ولقد اختار لهذا الغرض «أفضل بليار في المخيم» بالقرب من مستشفى حيفا. الطاولة هنا «تقريباً جالسة (مستقيمة) والطابات ما بتكرج لوحدها»، يقولها عمر ضاحكاً. في الداخل رائحة النراجيل تغلّف المكان، أما الدخان فعالق في السقف. بالقرب من الطاولة، يجلس ثلاثة شبان ينتظرون دورهم في اللعب. يطلبون «أركيلتين /تفاحتين» لتمرير الوقت. بالقرب منهم طاولة «بيبي فوت» أحرقت أعقاب السجائر قسماً منها، فيما وقف اللاعبون وأغلبهم من الأطفال على صندوق مشروبات غازية ليستطيعوا الوصول إلى مقابض الطاولة واللعب بها، وهم يتبادلون الصراخ، والضحك عندما يسخر أحدهم من طريقة لعب بعضهم. يعترف صاحب المحل حسين المحمد بضيق المكان لكنّها «أحسن مصلحة لأنها بتسليني أنا قبل ما هني يتسلّوا». أما الأراكيل، فأتت بعدما «مشي الحال وكبّرت المصلحة قلنا منجيب أراكيل».
يشرح محمد تغير ديكور المحل «بحسب الموسم»: ففي الصيف يضع طاولة «البيبي فوت» في الخارج ويستغل مكانها لوضع طاولتين للعب الورق. ولكن ماذا عن التسعيرة؟ يرد حازماً «الدقّ بألف».
يتهيّأ محمد لإخراج «اللعيبة» من المحل حالما يحل منتصف الليل. ويقول شارحاً «بوقّف اللُعب على الساعة 12 لأن بيت أهلي فوقي وما بدّي ضايقهم» كما يقول بلهجته الفلسطينية.
وفيما يهمّ الجميع بالرحيل، يحاول محمّد إقناع زبونين بالخروج بعدما رفضا التقيّد بالوقت بحجّة «بعدنا طابشين»، أي إنّهما ضربا للتو الكرة الأولى بأختها.