يوم صدرت رواية «ذاكرة الجسد» (دار الآداب ـ 1993) لم تكن مؤلّفتها أحلام مستغانمي تتمتع بشهرة عربية، فجأةً كسر الكتاب الحاجز الذي يرتفع بين العامة والمطالعة، انتشر بين ملايين العرب، صدرت منه 19 طبعة، بيعت منه مئات آلاف النُّسخ، وقرأ مطالعوه التقدمة الجميلة التي كتبها الشاعر نزار قبناي، ومن كلمته أن هذه الرواية هزّته. جاءت هذه المرأة إلى عالم الأدب قبل فترة طويلة، أصدرت ديوان شعر عام 1973 عنوانه «على مرفأ الأيام» (المؤسسة الوطنية للكتاب ـ الجزائر)، وكتبت مجموعة خواطر صدرت عام 1976 عن دار الآداب أيضاً تحت عنوان «الكتابة في لحظة عري».اهتمت مستغانمي منذ عقود بنتاج المرأة الأدبي، وهي نالت شهادة الدكتوراه من باريس عن أطروحتها التي تناولت «المرأة في الأدب الجزائري المعاصر». في «ذاكرة الجسد» روت مستغانمي ابنة قسنطينة الجزائرية، قصة حب مستحيل بين فنان خمسيني وصبيّة من مدينتها، ورغم النجاح الشعبي الكبير وترحيب أغلبية النقاد، فإنّ الكاتبة واجهت العديد من التهم والاتهامات والشائعات.
تركّز معظم الهجوم على القصة، تساءل كثيرون بخبث كيف لامرأة أن تصف بهذه الدقة والواقعية أحاسيس الرجل، كيف لها أن تحكي بلسانه حتى يبدو كأن رجلاً هو من كتب القصة.
أنكر المهاجمون على أديبة موهوبة قدرتها على ملامسة حياة رجل، خوفه، وجعه، موهبته، أحزانه... فيما لم ينكر أحد على روائيين رجال قدرتهم على رسم ملامح شخصيات نسائية والغوص عميقاً فيها.
بعد «ذاكرة الجسد»، أصدرت مستغانمي روايتي «فوضى الحواس» و«عابر سرير».