دعاء السبلانيشتاء بريطانيا القارس والطويل يدفع آلاف الطلاب إلى الهجرة للبحث عن مناخ مشمس، وهذه هي أيضاً حال طلبة جامعيين من دول أوروبية أخرى يسيطر عليها الجوّ البارد شهوراً طويلة.
أخيراً نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تحقيقاً يشير إلى تسجّل أكثر من 20 ألف بريطاني كل سنة، في جامعات خارج بلادهم، ووفق استطلاعات نظّمتها مؤسسات تربوية، تبيّن أن أقل من نصف هؤلاء فقط يذهبون إلى بلدان الاتحاد الأوربي، وذلك في إطار برنامج «إراسموس» الأوروبي، الذي يقدّم منحاً لعام واحد تسمح للمستفيد منها بالدراسة ـــ خلال العام ـــ في جامعة أوروبية.
يتوزع الطلاب البريطانيّون، إضافةً إلى الدول الأوروبية، على الولايات المتحدة وأوستراليا، حيث تمثّل الشمس المشرقة طوال العام عامل جذب بالنسبة إليهم، كما يحاول هؤلاء الطلبة الاستفادة من الخدمات التي تقدّمها تلك البلدان، والتسهيلات في نظام التعليم في جامعاتها.
يقول لورين ويلتش، رئيس المستشارين في مكتب لندن للجنة فولبرايت للمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وهو المكتب الذي يرسل الطلاب في الاتجاهين عبر الأطلسي «نشعر بأن الولايات المتحدة أصبحت البلد الأكثر شعبيةً بالنسبة إلى الطلاب البريطانيين الجامعيين».
أكثر من 8 آلاف بريطاني يتابعون تعليمهم حالياً في الجامعات الأميركية، نصفهم طلاب جامعيّون. وتُعدّ جامعات بيركيلي، « UCLA» وجامعة جنوب كاليفورنيا واتحاد آيفي في هارفارد، يايل وكولومبيا من المؤسسات الأكثر شعبيةً بالنسبة إلى الجامعيين البريطانيين.
تقدّم بعض المؤسسات الأميركية منحاً دراسية إلى الطلاب حيث حصلت جويل سيماكولا، مِنْ شرق لندن، في سنَتها الأولى في جامعة كارولاينا الشّمالية، على منحة دراسية من مؤسسة «مورهيد كاين» مكّنتها من دراسة علم «سياسة واقتصاد». تقول سيماكولا «أستمتع بذلك حقاً، لَكنّ الحصول على شهادة هنا يتطلّب جهداً كبيراً لأنـنا نخضع لامتحانات بانتظام»، لكن الطالبة البريطانية تستمتع بالحياة الاجتماعية في الكليّة الأميركية، وتقول «كل طالب يعرف كلّ الأناشيد التي تُغنَّى أثناء مباراة كرة السلة ضدّ جامعة أخرى».
ارتفع، خلال العقد الماضي، عدد البريطانيين الذين يدرسون في جامعات أوستراليا من حوالى 400 طالب في السنة إلى 1400 حالياً. إضافةً إلى المناخ الدافئ، وفرص التمتع بالنُّزَه والجو العائلي في أوستراليا، هناك عاملان يدفعان الطلاب البريطانيين إلى اختيار جامعات أوسترالية؛ الأول هو تعليم آي دي بي (IDP Education) الذي يملك شبكة عالمية من المكاتب ويوفّر العديد من الخدمات على موقعه (www.idp.com)، لكنه أغلقَ عملياته في لندن قبل سنوات قَليلة. والعامل الثاني هو منظمة «ستادي أوبشنز» (www.studyoptions.com) التي ظهرت مكان الـ «آي دي بي»، والتي تقدّم إلى الطلاب خدمات مجانية، ويُدفع ثمنها من الميزانيات التسويقية للجامعات في أوستراليا ونيوزيلندا.
وعلى خلاف الولايات المتّحدةِ، فإن أكثر المؤسسات الأوسترالية لا تطلب من مقَدمي الطلبات الخضوع لامتحانات قبول منفصلة، بل تعترف بشهادات المستويات الأولى «أ» أَو البكالوريا الدولية، وهذا ما يقدم إلى الطالب فرصاً أكبر في إمكان قبوله في الجامعة ويعطي البريطانيين دافعاًً للهجرة إلى هذه المنطقة.