تبنين ــ داني الأمينيتنقّل أطفال الجنوب في حقول بلداتهم، كما يتنقّلون بين غرف منازلهم. ولا يغيّر استمرار انفجار القنابل العنقودية، المتناثرة في كلّ مكان، من عادتهم هذه. لذلك، لم تمثّل صورتهم وهم يدخلون حقل ألغام افتراضي، أنشأته الكتيبة البلجيكية في إطار دورة تدريبية تنظّمها على نزع الألغام، أمراً لافتاً. بل قد تكون زادت المخاوف من احتمال أن يستمرّ الأطفال في الدخول بثقة إلى أراضي بلداتهم، معتبرين أنفسهم قادرين على نزع الألغام.
لكن، رئيس فريق نزع الألغام في الكتيبة، فان صون دافان فان، لا يبدي المخاوف نفسها، بل يجد أن الشهادات التي وزّعت على المشاركين «ستساعدهم على تذكّر صور القنابل العنقودية، بعد أن يكونوا قد شاركوا في عملية نزع الألغام الافتراضية وعرفوا مدى خطورتها. فإذا ذهبوا إلى حقل مزروع بالألغام فسيحسنون التعرّف إلى هذه القنابل والابتعاد عنها، وتحديد أماكن وجودها وإبلاغ المعنيين».
هذه الدورة التدريبية كانت أبرز نشاطات «كرمس الربيع» الذي انطلق أمس ويستمرّ حتى الغد. وهو من تنظيم جمعية «أطفال العالم لحقوق الإنسان» وجمعية التأهيل الإنساني «ألفا»، بالتعاون مع الكتيبة البلجيكية في تبنين وجمعية الحفاظ على آثار وتراث الجنوب وبلدية تبنين. وقد أقيم النشاط الذي شارك فيه أكثر من 400 طفل من بنت جبيل في مكتبة جوزيف مغيزل في تبنين. وتضمّن ألعاباً متنوّعة ونشاطات. وأوضحت منسقة «جمعية أطفال العالم لحقوق الإنسان» في بنت جبيل، سلمى فواز، أن «الهدف من هذا النشاط تعليم الأطفال حقوقهم وواجباتهم وكيفية وقاية أنفسهم من العنف، إضافةً إلى التركيز على الصحة النفسية للأطفال بعد حرب تموز». كما أشارت إلى أن «هذا النشاط سوف يقام في سبع قرى في بنت جبيل هي الصوّانة، تولين، حاريص، كفرا، ياطر وعيتا الجبل، بتمويل من الاتحاد الأوروبي والسفارة الفرنسية في لبنان». وأكدت رئيسة الجمعية في لبنان فرنسواز ماكنتوش أهمية هذه النشاطات التي تساعد على معالجة الأمراض النفسية للأطفال الذين «يعانون مشاكل نفسية متعددة تظهرها حالات التبوّل اللاإرادي واضطرابات سلوكية، إضافةً إلى الحالات العدوانية، وكلّها ناجمة عن الحروب المتعدّدة في لبنان وليس فقط حرب تموز».