البقاع ــ أسامة القادريلم تقتصر آثار الخراب التي خلّفها طوفان نهر البردوني على المقاهي والمسامك، بل شمل شبكة مياه الشفة ليحرم أهالي زحلة والقرى المجاورة إيّاها. ففي محيط وادي العرائش الذي شهد الكارثة الطبيعية، يؤمّن نحو 4000 آلاف نسمة حاجاتهم من مياه الشفة من «عين الحي»، التي نجت من الوحول، بينما يقعون جميعاً تحت رحمة أصحاب الصهاريج، ويشتكون من معاملتهم. «المشكلة أنو كل بيت عندو خزان سعته عشرة براميل والصهريج ما بيرضى يحمّل أقل من عشرين برميل، وسعر البرميل 2000 ليرة»، كما يشرح فؤاد بطرس الذي يضطر إلى تشارك الحمولة مع أحد الجيران.
أما مارون عريقة، فيجزم بأنه لم يلاحظ أي عملية جادّة حتى الآن لإصلاح الشبكة المتضرّرة، معلّقاً: «عوّدتنا الدولة المماطلة».
ويرى مارون التنوري أن ما قامت به بلدية عفرين يعدّ إنجازاً مهماً، لأنها استطاعت أن تحوّل مياه الشفة من الشبكة المتضررة إلى مياه نبع صغير في البلدة، ما خفّف على المواطنين العبء المتعلق بمياه الاستخدام، على أن يتدبّروا أمورهم في ما يتعلق بمياه الشرب، ريثما يجري إصلاح الشبكة الأساسية.
«ما بيكفي الوضع الاقتصادي السيء والكهربا اللي بندفعها فاتورتين، لنصير نشتري الميي كمان». بهذه الكلمات يعترض إيلي الغصين على التباطؤ في إنجاز إصلاح الأعطال الطارئة على الشبكة. وعلّق: «طالما المواطن ما إلو قيمة عند الدولة والمسؤولين، طالما الوقت ما إلو قيمة، والمماطلة سيدة الموقف».
من جهته، أكد نائب رئيس بلدية زحلة، المهندس عصام الخراط، أن أغلبية الأحياء الداخلية لمدينة زحلة قد تأثرت تأثراً كبيراً بهذه الأزمة. وبعدما أشار إلى أن موضوع إصلاح الشبكة لا يقع على عاتق البلدية بل هو ضمن اختصاصات وزارة الطاقة والمياه، لفت إلى أن المياه قد عادت إلى شبكات بعض الأحياء. وبهذا الخصوص، أكّد الخراط أن متعهدي إصلاح الشبكة قد وعدوا البلدية بإنجاز العمل خلال أيام قصيرة ، فور وصول «القساطل» المطلوبة الذي من المرجّح أن يكون اليوم. أما في ما يتعلق بالأضرار، فقد أكّد أن فريقاً من الجيش كشف على مقاهي البردوني، التي ما زال أصحابها ينتظرون مجيء فريق الهيئة العليا للإغاثة، التي وعدتهم بإيفاده للقيام بمسح شامل وبتقدير للخسائر.