strong>هاني نعيم«الحمرا صارت خضراء». هكذا بدا شارع الحمرا طوال الأربعاء الماضي، حيث «التظاهرة» البيئيّة التي نظّمها فريق عمل “أماكن للناس» وطلاب السنة الأولى في قسم «تصميم المساحات الخضراء وإدارة النظم البيئيّة» في الجامعة الأميركيّة في بيروت، في الشارع الصغير المجاور لمقهى «جمهوريّة الخبز ــــ Bread Republic». منذ التاسعة صباحاً بدأ الشباب والشابات بترتيب النباتات التي زرعوا بذورها خلال الأشهر الماضية. وعليه يبيعونها للناس، بأسعار شبه مجانيّة، وذلك «لنشجّع نشر الأخضر بين الناس» على حد تعبير أحد المشاركين.
الأخضر يطغى على المكان. ويستوقف كل أنواع العابرين. الكثيرون منهم دخلوا السوق، وبدأوا بتبضع الشتول والأزهار التي يحبّونها، من حبق، قرنفل، مليسا، إكليل الجبل، الزعتر وغيرها.. وليتمكّن الناس الاعتناء والاهتمام بتلك الشتول جيداً، «نوزّع مع كل نبتة، بطاقة تعريف خاصة بها، تتضمّن كيفيّة الاعتناء بها وحاجتها للحرارة والضوء والمياه» تقول الطالبة إيليني عسّاف.
إضافة لبيع النباتات، تضمّنت التظاهرة زاوية خاصة بإرشاد الناس إلى كيفيّة التعاطي مع نباتات محدّدة: بوغانفيلا (نبات أميركي معترش)، وإيدرنجيا (hydrangea) التي تغيّر لونها، والغاردينيا. وإعطاء بذور تلك النباتات لمن يهتم بها.
هذا النهار الطويل، كان مختبراً لطلاب السنة الأولى، على الأصعدة كلها. إيلينا اختبرت معلوماتها عن المئة عشبة ونبتة التي تعلّمت عنها طيلة 8 أشهر. وبالنسبة للطالبة جوي يونان، والناشطة في كشافة لبنان، فهذه كانت مناسبة لتدعو الناس للاهتمام بالبيئة. أما الطالب رمزي مالطي فأضافت التجربة له خبرة في التعاطي التجاري مع الناس.
أما عن غايات المشروع، فتتحدّث أستاذة التصميم في قسم المساحات الخضراء مهى عيسى «في السابق، كان السوق يقام داخل الجامعة، ولكن هذه المرّة اخترنا كسر أسوار الجامعة، لنعيد التواصل والتفاعل بين الجامعة والحي المحيط بها، أي رأس بيروت». ولا تتوقّف فكرة التفاعل عند هذا الحد، بل يفكّر القيّمون على المشروع بتطويره السنة المقبلة، ليشارك فيه أصحاب محال الأزهار والشتول وأهالي المنطقة في السوق الذي قد يصبح أوسع وأكثر تشعّباً.
وتشرح إحدى مؤسسات «فريق عمل أماكن للناس» مهى نصر الله، أن «الجامعة لعبت دوراً في نمو هذه المنطقة، ولكنّها مع الوقت انغلقت على نفسها. نحن نعيد هذا التواصل عبر نشاطات اجتماعيّة بمظاهر فنيّة حيناً وبيئيّة أحياناً». أما زائرو المعرض المتنوّعو الفئات العمرية فالاتفاق بينهم كان على أن بيروت يجتاحها الباطون، وعلى الناس الاهتمام بالبيئة لتصبح المدينة أكثر إنسانيّة.