مليون و140 ألف قرص من مادة الكبتاغون المخدِّرة كانت معروضة بعد ظهر أمس في مكتب مكافحة المخدرات المركزي في مخفر حبيش في رأس بيروت. الكمية ليست معروضة للبيع، بل هي لإظهار إنجاز أمني حققته وحدة الشرطة القضائية في قوى الأمن الداخلي، تمثَّل بضبط الكمية المذكورة من الحبوب المخدرة الشديدة الخطورة. وكانت الكمية المذكورة موضبة في جسر حديدي ضخم، هو عبارة عن ذراع حديدية طولها أكثر من عشرة أمتار، تمثّل أحد الأقسام الرئيسية لرافعة تستخدم في ورش البناء. وكانت الحبوب المخدرة موضوعة خلف ألواح حديدية لُحِّمَت وطُليَت لتبدو كأنها هيكل الرافعة. فضلاً عن ذلك، غُلِّفت المواد المخدرة بمواد تخفيها عن أعين أجهزة المسح (السكانر) المركزة على الحدود البرية. وكان من المفترض أن تتوجه هذه المواد المخدرة من مرفأ بيروت إلى البقاع، ومنه إلى الحدود اللبنانية السورية، على أن تكون وجهتها الأخيرة هي المملكة العربية السعودية. لكن أحد الأفراد الذين كانوا يتولون تهريبها أبلغ قوى الأمن الداخلي اللبناني بالأمر، فضُبطت الذراع الحديدية التي كانت منقولة بواسطة شاحنة كبيرة، على طريق بيروت ـــ دمشق، يوم 27 نيسان الجاري، قبل وصولها إلى معبر المصنع الحدودي، وأوقِف 5 من المشتبه فيهم. وذكر مسؤول أمني أن «المُخبِر» الذي أبلغ القوى الأمنية كان يريد الإيقاع بزملائه، بعدما أخفى عنهم كمية كبيرة من المواد عينها، إلا أن محققي الشرطة القضائية تمكنوا من معرفة ذلك وتوقيفه وضبط المخدرات التي كانت في حوزته. وأشار قائد وحدة الشرطة القضائية العميد أنور يحيى إلى أن المخدرات المضبوطة لم تصنع في لبنان، بل هي أدخلَت إليه بهدف إعادة تصديرها. ولفت يحيى إلى أن سعر القرص الواحد من الكبتاغون يراوح بين 8 و10 دولارات أميركية.يذكر أن قوى الأمن الداخلي كانت قد ضبطت أجهزة لتصنيع الكبتاغون في منطقة عكار قبل نحو 3 أسابيع.
وتجدر الإشارة إلى أن أقراص الكبتاغون هي مادة مخدرة شديدة الخطورة، تعطي متعاطيها شعوراً بالنشوة الدائمة، نتيجة تأثيرها على الجهاز العصبي ومنعه من إعادة التقاط هورمون الأدرينالين من دم الإنسان. وهي تسمح لمتعاطيها بالبقاء يقظاً لفترات طويلة، إلا أنها تسبب بعد طول تعاطيها ضرراً كبيراً في الجهاز العصبي.
(الأخبار)