«الإجازة في الطبيعة»، هذه هي الموضة في أوروبا في الفترة الأخيرة. والمقصود أن ثمة توجهاً لدى أعداد متزايدة من أبناء القارة العجوز لقضاء أيام العطل الربيعية والصيفية في القرى والسهول والمزارع. «bed & breakfast» الظاهرة المشهورة في بريطانيا، صار لها رديف فرنسي ناجح. أصحاب المزارع الصغيرة والكبيرة يؤجّرون غرفاً للمصطافين من أبناء البلاد، وللسياح الأجانب. وبهذه الطريقة صارت المزارع بديلاً من الفنادق الفخمة أو الرخيصة. يمكن تلخيص برامج «العطلة الريفية» بالنشاطات الآتية: الاعتناء بالماعز، حلب الأبقار، جمع البيض من مزارع الدجاج، المشاركة في استخلاص العسل من بيوت النحل، القيام بنزهات في الحقول أو الغابات أو على الطرقات الجبلية، ولكن على ظهر حصان أو حمار صغير، والأغرب أن بعض المزارع توفّر لزوارها نزهات على ظهور الجمال...في المزارع «السياحية» هذه لا تصح مقولة «لا كلام على الطعام». فجلسات الغداء أو العشاء هي فرصة للتعرف إلى بعض أنواع الخضر، كيف تُزرع، متى يحين قطافها، ما هي فوائدها الصحية؟ كما يسمح بعض المضيفين لزوارهم بالدخول إلى المطبخ والتعرف إلى كيفية إعداد بعض الأطباق القروية.
وهنا نذكّر بأن معظم مكوّنات الأطباق التي تُقدّم تقطف من الحدائق التابعة للمزارع، واللحوم هي من المواشي والطيور التي يربّيها أصحاب هذه المزارع.