على مدى يومين اجتمع ثمانية وعشرون شابة وشاباً من خمس مدارس رسمية وخاصة في مركز «الجمعية المسيحية للشابات»، للمشاركة في ورش توعية بشأن العنف وتأثيره في المجتمع، وليتلقّوا التدريب على حلّ النزاعات، على أن ينشروا هذه الثقافة في مدارسهم وبين زملائهم
ديما شريف
جلس كلّ شاب في كرسيّه ووضع القبعة الملوّنة على رأسه: الأصفر يتحدث بالإيجابيات، الأبيض يسأل عن الوقائع، الأزرق السلبيات، الأخضر درجة الإبداع، الأسود المخاطر، والأحمر المشاعر. هكذا اكتمل عقد لجنة الحكم على مشاريع التلامذة المشاركين في ورشة عمل «شبيبة إن أكشن» (Youth in action) التي نظمها «مركز مساندة المرأة» التابع للجمعية المسيحية للشابات في مركز الجمعية في اليومين الماضيين، تحت شعار «العنف حلّ... حلّه بإيدنا». أما المشاركون، فكانوا تلامذة من ستّ مدارس رسمية وخاصة، تعرفوا إلى أشكال العنف، وتدرّبوا على حلّ النزاعات والتحفيز على المشاركة في نشر ثقافة اللاعنف.
وبعد انتهاء كلّ التدريبات، أعطى المنشّطون وقتاً للتلامذة ليحضّروا مشروعاً يناهض العنف لتنفيذه في مدرستهم. فاتفق تلامذة مدرسة الحكمة ـــ الأشرفية على تحضير مشاهد عدّة عن العنف، وتحديداً تلك التي تقع بين التلامذة. وستُجمع هذه المشاهد في شريط مصوّر، ووضع أغنية عن الموضوع تترافق مع المشاهد. ويهدف التلامذة إلى توزيع هذه الأغنية على المحطات التلفزيونية، وعلى المدارس الأخرى لتعرض فيها.
أما تلامذة ثانوية رمل الظريف الرسمية فسيعمدون إلى تقديم شريط يتضمّن قصّة عنف واقعية يسبقها تعريف عن أنواع العنف، ويليها نقاش عن الأسباب التي أدّت إلى حدوث القصة. كما سيسبق العرض تقديم مشاهد تمثيلية تتمحور حول العنف.
من جهتهم، توصّل تلامذة المقاصد إلى مشروع يجمع أربعاً من مدارسهم، وسيتناول العنف ضد الأطفال. وسيخصص يوم للمشروع الذي سيتضمن مسرحية يعدّها أطفال الصفين الخامس والسادس من التعليم الأساسي ويقدّمونها. وفي ملعب المدرسة ستنصب أربع خيم تتسلّم كلّاً منها إحدى المدارس عبر تلاميذها، وستتخصّص في معالجة أحد الموضوعات التالية: عنف الأطفال في ما بينهم، عنف وسائل الإعلام، عنف الهيئة التعليمية، وعنف الأهل تجاه أولادهم.
في المقابل، ابتدع تلامذة المدرسة الإنجيلية في كفرشيما ثلاث خطط بشأن موضوع العنف الأسري. الخطة الأولى تقضي بتصوير فيلم عن مساوئ العلاقة التي يشوبها العنف بين الأهل، في ما بينهم وبين أولادهم، يتضمن خمسة مشاهد تقدم حالات عدّة من العنف. وسيتوجه الشريط الذي سيعدّ بطريقة مبسّطة إلى تلامذة الصفوف الأول والثاني والثالث من التعليم الابتدائي، بينما تقضي الخطة الثانية بتخصيص يوم لبيع حلويات يعدّها التلامذة في بيوتهم لجمع مبلغ من المال يخصّص لإعداد نسخ عن الشريط، كي يأخذه التلامذة معهم إلى منازلهم، ويشاهده الأهل أيضاً. كما يخصَّص جزء من المبلغ لصنع «بادجات» وتوزيعها على التلامذة، لتشجيعهم على نبذ العنف ومحاربته. أما الخطة الثالثة، فتقضي بابتكار نشاطات مناهضة للعنف لتقديمها خلال احتفال «May day» في المدرسة في أيار المقبل، مثل نظم الشعر وغيره.
أما تلامذة مدرسة البلمند، فقرروا تنظيم ندوة عن العنف، تليها مسابقة في المعلومات التي قدمتها الندوة يجيب عنها التلامذة، ويربحون في نهايتها جوائز. وستبحث الندوة في العنف ضد الأطفال في المدارس. تُعرض خلالها مشاهد ولقطات للعنف بين التلامذة في الملعب.
بعد انتهاء عرض المشاريع التي ينوي التلامذة تنفيذها، عرضت إحدى المنشّطات لهم «حياة المشروع»، وهي المراحل التي يمرّ بها: التردد، الحماسة، الفرح، التردد من جديد، ثم النتائج والنجاح.


تسلّينا، انبسطنا وتعلّمنا

في نهاية اليوم الثاني من التدريب، وقف الشباب المشاركون في دائرة، ورموا كرة في ما بينهم ليتبادلوا الدور في الكلام، ويقوّموا التجربة، ويحدّدوا الطريقة التي استفادوا بها أكثر. تنوّعت الإجابات،فرأى بعض التلامذة أنّهم تعلّموا مهارات جديدة، فيما رأى آخرون أنّهم اكتسبوا معلومات تفيدهم في حياتهم العملية. وأجمع المشاركون على أنّ التجربة كانت «حلوة» ومسلية ومفيدة، وأنها أسهمت في تعريفهم إلى أشخاص جدد، ونتج من ذلك نشوء صداقات مميّزة. ورأى بعض التلامذة أنّ التطرق إلى موضوعات حساسة بعض الشيء، وتعلّم كيفية إعطاء رأيهم في مختلف الأمور قد أفادهم، كما تعلّم المشاركون كيفية المشاركة في نقاش عام، والاستماع إلى الغير حتى إن بعضهم طالب بزيادة ورش التدريب.