في «معرض الحدائق ومهرجان الربيع» يحتفي الأطفال في أحضان الطبيعة. يرقصون ويغنّون ويرسمون، بينما يجول أهاليهم ويتسوّقون بحريةسمية علي
عالياً، في الهواء طارت ميرا بينما يحيط بها في الأسفل أطفال آخرون ينتظرون دورهم لمزاولة لعبة القفز، التي جعلت حلمهم في الطيران حقيقة. لكن ميرا لم تأبه لانتظارهم، وأصرّت على تمديد دورها، مشيرةً إلى صديقتها من أعلى «شايفتيني كيف عم طير؟». دقائق وتنتهي مغامرة ميرا على الأراجيح، لتتّجه إلى الأقسام الأخرى، التي امتلأت بأطفال وجدوا فيها ضالّتهم: موسيقى وفرح وألوان.
جلس سام شحادي إلى جانب المشرف على قسم الأشغال اليدوية يتعلّم منه كيف يصنع ميدالية بواسطة معجون الفخّار. استمع سام إلى الإرشادات فحمل المعجون بيديه الصغيرتين، وصنع ميدالية علّقها في رقبته، ثم ضحك عالياً لنجاحه في أداء المهمة. أما لين حاطوم، ففضّلت ارتياد قسم الرسم والتلوين، حيث تستطيع «ممارسة هوايتها المفضّلة» كما سمّتها. تمسك لين بقلم التلوين الأحمر لتبدأ برسم وردة على فنجان اختارته من بين الأشياء المعروضة على طاولة القسم. بعد الانتهاء من رسم لوحتها تشير إلى أنها ستستخدم هذا الفنجان لاحتساء الـ«seven up»، مشروبها المفضّل. في مقابل قسم التلوين، كان بعض الأطفال، وأغلبهم من الذكور، يختبرون مواهبهم القتالية. أحدهم، رمزي الذي أطلق عليه الأطفال لقب «البطل»، هزم منافسه بتجريده من عصاه البلاستيكية، ومن ثم برميه أرضاً، ما أثار اهتمام تينو بو شدياق، فدخل ساحة المعركة على أمل الفوز باللقب من بعده!
بعدها، دعا المشرفون الأطفال إلى استراحة موسيقية قصيرة. على وقع موسيقى الروك الصاخبة قام الزوّار الصغار بتقليد حركات راقصة أدّاها عدد من الشبان على حلبة للرقص وُضعت في وسط الساحة الترابية. لم يكن المعرض مكاناً لممارسة الهوايات فقط، بل كان أيضاً مساحة لعرض بعض المواهب الصغيرة. في أحد الأقسام عُرضت مجسّمات كبيرة الحجم لسيّارات وحيوانات ومنازل وكائنات فضائية صنعها تلامذة CIS بواسطة أوعية البلاستيك، وأوراق الصحف والكرتون. أحد هؤلاء الطلاب اسمه، آدم ساحلي، الذي بنى بمساعدة صديقه سليم كبارة مجسّماً لسيارة الفيراري، التي يحلم بقيادتها يوماً، مثل الكثيرين من الصِّبية أقرانه. لكن أين الأهل؟ الحقيقة أنهم تركوا لصغارهم حرية اللعب، ليقوموا أثناء ذلك بجولة في أقسام المعرض التي شملت عرضاً لبعض المفروشات الخارجية، وكل ما يُعنى بتجهيز الحدائق من أزهار وشتول، إضافةً إلى بعض المنتجات الزراعية. تشير إحدى منظّمات المعرض، مريم شومان، إلى أن «مهرجان الربيع» يعكس جمال الطبيعة اللبنانية من خلال عرض ما تنتجه من خيرات، وما تُنبته من أزهار، مضيفةً إنه يُسمح للأهل بشراء كل ما يحتاجون إليه لتجهيز حدائقهم وتزيينها. ومن ناحية أخرى، يتيح الجناح المخصص للأطفال الفرصة للأهل للتسوّق فيما يقضي أبناؤهم وقتاً ممتعاً فيه. وبعدما أنهى بعض الأهالي جولتهم قصدوا الناحية الأخرى، حيث صغارهم. لكن الأطفال لم يرحّبوا بالدخلاء، فقدومهم إنذار بأن موعد المغادرة قد حان، بعضهم أطلق احتجاجاً، أما البعض الآخر فانسحب بصمت، ربما تحت وطأة وعد بزيارة ثانية، قبل أن ينتهي المعرض مساء اليوم.