سناء صفوانبعد تقشير البطاطا، يبدو من البديهي أن نرمي قشورها في سلة المهملات. وهذا التصرف نقوم به أكانت البطاطا مسلوقة أم مشوية أم نيئة.
قليلون هم الذي يدركون فوائد قشرة البطاطا، وقد يبدو هذا الإعلان غريباً، وثمة من سيسأل: هل تريدون منا أن نأكل قشرة البطاطا؟
تقول اختصاصية التغذية سمر غملوش إن نزع قشور البطاطا عادة غذائية كغيرها من العادات التي لا يعرف الناس الهدف من وراء القيام بها، أو مدى صوابيتها. وتضيف: «هناك أهمية كبيرة لهذه القشور إلى جانب حبة البطاطا ككل، إذ إنها تحتوي على عدد من المعادن التي يحتاجها الجسم لتقوية جهاز المناعة، وهذا ما سيؤدي بالتالي إلى حماية المرء من أمراض كثيرة. كما تكون هذه المعادن تحت القشرة مباشرة. هذه المعادن هي الصوديوم، الكالسيوم، الكروميوم والفوسفور. وهي تؤدي وظيفة أخرى تتمثل بتقوية الأسنان وتنظيم ضغط الدم».
كثيرون يزيلون طبقة كبيرة من حبة البطاطا خلال عملية التقشير، وتصف غملوش هذا التصرف بالمشكلة الكبيرة، موضحة أن «هناك نسبة كبيرة من النساء اللواتي يتخلصن من جزء كبير من حبة البطاطا أثناء تقشيرها للقلي، وخاصة بعد سلقها بحيث يصعب السيطرة على عملية التقشير بسبب طراوة الحبة. من هنا يجب الالتفات إلى هذه المسألة لأنها تزيد الطين بلة، وتؤدي إلى فقدان نسبة كبيرة من القيمة الغذائية الموجودة فيها. أفلا يكفي أننا نتخلص من القشور حتى نتخلص من حبة البطاطا أيضا»؟!
تدعو غملوش إلى البدء بتقبل فكرة تناول البطاطا مع قشورها، وتشدد على أن أحداً لن يشعر بأي طعم سيئ أو مزعج. وتقول: «إذا لم تعجب هذه الفكرة أحداً فلينتبهوا إذاً إلى عملية التقشير التي يجب أن تكون دقيقة. فلنعمل على إزالة القشرة فقط دون المساس بطبقة الحبة. وبهذا نخسر فقط كمية المعادن الموجودة فيها دون خسارة الجزء الموجود تحتها».
أخيراً، يجدر لفت النظر إلى أن الهوس بالقد الرفيع يجعل البعض يبتعد عن تناول البطاطا ويمحوها نهائياً من لائحة أغذيتهم، وهذا تصرف سيئ بالتأكيد، فللبطاطا فوائد كثيرة كما ذكرنا.