زحله ـــ نقولا أبورجيلي«لا تنام بين القبور ولا تشوف منامات وحشة»، هو القول المفضّل هذه الأيام عند منى مراد، وهي أم لثلاثة أطفال، تؤكد صوابية قرارها بالامتناع عن شراء لحوم الخنازير ومنتجاتها. مراد التي تعمل ممرضة في أحد المستشفيات الخاصة في مدينة زحلة، أكدت أنها لن تعود عن قرارها «حتى انحسار هذا الوباء وعودة الأمور إلى طبيعتها». القرار اتخذته أيضاً ماري المعلوف وهي والدة طفلين. لكنها، وإن امتنعت وعائلتها عن تناول لحوم الخنزير المذبوحة محلياً، فإنها تواصل تحضير الوجبات الغذائية التي تحتوي على منتجات مبردة من لحوم الخنازير، مثل البيتزا وسندويشات الـ«جمبون والقشقوان». بخلافهما، لم يُعر شربل غرّة، صاحب محطة لبيع الوقود على بوليفار زحلة، الأمر أي أهمية. لا يزال يتناول لحم الخنزير المشوي أيام الآحاد، مذكراً بأنه لم يكترث أيضاً لحالات مماثلة في السابق عند ظهور مرض جنون البقر، إذ استمر في تناول لحومها دون انقطاع. كذلك فعل مع تفشي وباء انفلونزا الطيور قبل 3 سنوات: «كنت في تلك الفترة أذهب إلى الصيد وآكل لحم عصافير وما صابني شي». لكن شربل يكتفي بالتساؤل من دون أن يبحث عن خلفية الموضوع كما فعل مدير مكتب النقليات إبراهيم الكعدي. فهذا الأخير استغرب ما وصفه بـ«اختلاق أزمات من وقت لآخر لأهداف اقتصادية الله أعلم بأبعادها». لكن جوزف الرومي يعتقد أنه يعلم بعض هذه الأبعاد، «لماذا ظهر فيروس أنفلونزا الخنازير بعد زيارة أوباما للمكسيك، هه؟». يسأل الرجل الذي يملك محلاً لبيع لحوم الخنزير في السوق الرئيسية لمدينة زحلة، كما يملك مزرعة لتربية الخنازير في سهل المعلقة، وبالطبع هو يجيب «الأزمة مفتعلة وكلّ ما يثار حولها مجرد فرضيات رافقت ظهور أنفلونزا الطيور، وقبلها جنون البقر، كل التحذيرات بعدم أكل لحوم البقر والطيور تلاشت تدريجياً لتعود الأمور إلى طبيعتها. لكن ذلك حصل على حساب هذه القطاعات التي يتكبد أصحابها والعاملون فيها خسائر مادية جسيمة». ومع ذلك لا ينفي الرومي احتمال وجود مرض نهائياً، وله نظريته في هذا الموضوع «قد يكون الوباء نتيجة لتجارب قنابل جرثومية في صحراء نيفادا في الولايات المتحدة الأميركية»، كما يقول!
ويؤكد الرومي أن نسبة الإقبال على شراء لحوم الخنازير انخفضت إلى النصف تقريباً، لافتاً إلى تحسّن الأوضاع تدريجياً في الأيام الأخيرة مع انحسار الوباء في بعض الدول الأميركية والأوروبية وعدم انتقاله إلى لبنان. وأكد الرومي خلو جميع مزارع الخنازير في لبنان من أي وباء، مستنداً إلى الفحوص المخبرية التي أجرتها الفرق الطبية البيطرية التابعة لوزارة الزراعة اللبنانية، متمنياً اعتماد المعايير التي تتّبعها الدول الأجنبية في حال وجود حالات إصابة كي لا تسبب أضراراً تصيب العاملين في هذا القطاع.