تحوّل مبنى «المدرسة اللبنانية الأميركية» المهجور في خلدة إلى ملتقى لشباب المنطقة يقصدونه لشرب النارجيلة والسباحة ومواعيد الغرام
أيمن القادري
تتفاجأ لدى وقوفك أمام مدخل «المدرسة اللبنانية الأميركية» (L.A.S) على شاطئ خلدة بالتحذير الموجود على بوابتها «ممنوع الدخول...» (وضعتها جهة رسمية)، وبالأسلاك الشائكة. لكن ما إن تتسلق أكوام التراب بجانب المدخل، وتدخل إلى المدرسة، حتى ترى مجموعات من الشباب ينتشرون داخلها مع اختلاف الهدف الذي يكمن وراء وجودهم فيها. ينتشر هؤلاء الشباب في المساحات الواسعة التي تحيط بمبنى المدرسة والمليئة بالأشجار، أو داخل الصفوف في الطبقات الأربع للمبنى، أو يفترشون شاطئها الذي يمكن رؤية كلّ بيروت منه.
زكريا أحد هؤلاء الشباب، يقصد المدرسة يومياً مع بعض أصدقائه ترافقهم النارجيلة يدخنوها على شاطئ البحر. يقول إنّ المدرسة أصبحت مركزاً للدعارة، «قد تفاجأ عند دخولك إلى أحد الصفوف بمشهد محموم لإحدى المغامرات الجنسية». يتدخل صديقه علي ليضيف أنّ بعض الشباب يقصد المدرسة «للتحشيش».
تدخل إلى الصفوف في جولة سريعة، تتدحرج أمامك قناني البيرة والويسكي ومختلف أنواع الكحول، وتجد نفسك داخل الحمام أمام الواقيات الذكرية المتناثرة على الأرض. كما تتفاجأ بمظاهر الشغب من تكسير الأبواب والشبابيك إلى قطع الأشجار المحيطة بمبنى المدرسة.
من بين الشباب الموجودين، محمد وحسان وقد أتيا إلى المدرسة بهدف السباحة فقط. «بما أنّ هذه المدرسة مُهملة ولا يسأل عنها أحد، أصبح كل شاب يأتي بصديقته ليمضيا نهاراً كاملاً أمام البحر حتى تغيب الشمس»، يقول حسان.
إنّ المدرسة ليست فقط ملتقى للعشاق بل هي أيضاً المكان المفضل للصيد، فالصيادون أيضاً يخترقون أكوام التراب والأسلاك الشائكة من أجل الصيد من الملعب المطل على البحر. «الماء نظيف هنا، لذلك نأتي كل يوم للصّيد»، يقول محمد غدّار.
لكن أين هو دور القوى الأمنية في منع الدخول إليها؟ يقول أحمد، وهو أحد الشبان الذين يقصدون المدرسة، شارحاً «عند استشهاد الرئيس رفيق الحريري، اتخذ الجيش اللبناني من المدرسة ثكنة عسكرية، ولكنّه خرج منها سنة 2008، غير أنّه يعود إلى هنا بين الحين والآخر ويجري تحقيقات عما يفعله الشباب». يضيف محمد أنّه بعد خروج الجيش من المدرسة حصلت حالة سرقة، إذ اقتحم البعض المبنى بعدما ضربوا الحارس الذي عيّنه الجيش، وسرقوا الصنابير والمغاسل وكراسي الحمام وكل ما هو حديد لبيعه». ويقول إنّه يرى دائماً أشخاصاً يقصدون المدرسة ويعمدون إلى قطع الأشجار التي تحيط بالمبنى.
أما عن سبب إهمال المدرسة وتركها فيروي حارس المبنى المجاور، علي، التفاصيل. إذ انطلقت المدرسة بمشروعها التعليمي سنة 1992 وتوقف التعليم فيها في العام الدراسي 2003ـــــ2004. ويشير الحارس إلى أنّ توقف التعليم في المدرسة يعود إلى وجود خلافات بين مالك الأرض التي أنشئت عليها المدرسة ومالك المدرسة، ما دفع الجيش اللبناني إلى وضع إشارة على العقار، وبالتالي، لا يُسمح لا لصاحب الأرض ولا لصاحب المدرسة البيع أو الشراء أو الهدم، بينما نُقل التلامذة والكادر التعليمي إلى مبنى جديد في منطقة دوحة عرمون.