كفرشوبا ــ عساف أبورحال«رجعت حليمة لعادتها القديمة». ينطبق هذا المثل على ما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ عشرات السنين في قرى الجنوب اللبناني. فبعدما توقّفت إسرائيل عن اقتطاع الأراضي في مرتفعات العرقوب عقب التحرير عام 2000، عادت شيئاً فشيئاً إلى عادتها في ستينيات القرن الماضي، وخصوصاً مع انتشار قوات اليونيفيل وإخلاء المقاومة للمواقع التي كانت تتمركز فيها.
وقد دفعت هذه الاعتداءات الفاضحة إلى مطالبة بعض نواب المنطقة قوات اليونيفيل بإزالة الخروق الإسرائيلية في مرتفعات كفرشوبا في فترة أقصاها 72 ساعة. لكنّ اليونيفيل لم تستجب، وانتهت المهلة المحدّدة أول من أمس، فيما أكّدت ياسمينا بو زيان، الناطقة باسم اليونيفيل، أول من أمس، أن «نقطة الخرق لا تدخل ضمن نطاق عمل اليونيفيل»، إلا أن الأهالي يصرّون على مطالبة الحكومة اللبنانية بإنذار اليونيفيل مرة أخرى للإسراع في إزالة الخرق. وفي هذا الإطار، يوضح رئيس بلدية كفرشوبا عزت القادري «أن الوضع في المرتفعات لا يزال على حاله، ولم يسجل أي نشاط لجهة إزالة الخرق الإسرائيلي». كذلك طالب «الحكومة اللبنانية بتولّي أمر الطلب من قوات اليونيفيل الإسراع بإزالة هذا الخرق كي لا يتحوّل إلى نقطة عسكرية ثابتة محاطة بسياج جديد، وبذلك نكون أمام واقع جديد يشير إلى استمرار مخطط القضم والاقتطاع». ولفت إلى أن الأراضي المحتلة في كفرشوبا تقدر مساحتها بحوالى ثمانية كيلومترات مربعة، وهي خارج حدود المزارع».
وعدّد المواطن أحمد محمد قمرة (88 عاماً) بعض المواقع المحتلة خلف الشريط. قال، وهو يشير بيده إلى المرتفعات، «تضمّ هذه المواقع الجل الأحمر ومقلب الخرايب وجورة الزين ورويسات العلم ورويسة السماقة والمرج وحاكورة الحمص ومواقع أخرى تصل حدودها إلى مزار مشهد الطير داخل المزارع، حيث توجد بركة مياه كانت سابقاً موئلاً للرعاة وقطعانهم». وأوضح المواطن حسني هاجر «أن تلة رمثا المحتلة كانت في عام 1970 محررة قبل أن يحتلها الإسرائيليّون. وفي عام 1973ـــــ 1974 اقتطع الاحتلال رويسة السماقة ورويسات العلم وأقام عليهما موقعين عسكريين، وها هو اليوم يتمدد مجدداً نحو مساحات جديدة تضاف إلى المساحات المحتلة في المرتفعات والمزارع».
أفعال الجيش الإسرائيلي دفعت أهالي كفرشوبا إلى تغيير عاداتهم. فالذين كانوا يعتمدون الزراعة سابقاً وسيلة عيش وحيدة في منطقتهم النائية، باتوا اليوم قلة، «لأن الجيش الإسرائيلي ما بيتأمنلو وما بنعرف أي ساعة بيوصل لعنّا»، يقول هاجر.