ديما شريفانشغل كلّ من سارة عساف، ميس ناصر، رنا ياسين وباسم مكارم بالوقوف لالتقاط صورتهم. كان السرور بادياً على وجه معلّمتهم الفخورة بوصول أربعة من تلامذة «الليسيه ناسيونال» في الشويفات إلى نهائيات مسابقة الشعر والقصة القصيرة لعام 2008 التي وزعت جوائزها أمس في وزارة الثقافة، وشارك فيها تلامذة ثانويون من كلّ المدارس الرسمية والخاصة في مختلف المناطق اللبنانية.
التلامذة الأربعة أنهوا أول من أمس تقديم الامتحانات الرسمية في فرع علوم الحياة، ويبدون واثقين بنجاحهم بعدما توفّقوا في الإجابة عن مجمل المسائل في مسابقاتهم بطريقة جيدة. وكان الأربعة فرحين بنتائجهم إذ حلّت سارة في المرتبة السابعة في مسابقة الشعر، وباسم في المرتبة التاسعة. فيما نالت ميس الجائزة الرابعة عن فئة القصة القصيرة بعدما كتبت عن مآسي الهجرة. في المقابل، حلّت رنا في المرتبة التاسعة عن قصتها الوطنية التي تدور حول ضيعتها حولا.
ينتمي التلامذة الذين يرغبون في دراسة الطب، إلى نادي الشعر ونادي القصة في مدرستهم التي تشجعهم على إبراز مواهبهم الأدبية، فيجتمعون في النادي مرتين في الأسبوع ويتعلمون كيف تكتب القصة وعناصرها، وما هي الحبكة وأساليب الكتابة.
وفاز في المرتبة الأولى عن القصة القصيرة الطالب أدهم الدمشقي من ثانوية ضهور الشوير الرسمية. وأدهم طالب في كلية الآداب حالياً حيث يدرس الأدب العربي، إلى جانب دراسته اختصاصاً آخر هو الرسم والنحت. قصته «الخوابي»، تتحدث عن وضع غزة الحالي، ويتناول فيها قصة المسيح الذي يجلد كلّ يوم فيها.
أما آية محمود شاهين التي نالت المرتبة الأولى عن فئة الشعر، فهي تدرس الهندسة في الجامعة اللبنانية. وكانت آية تدرس في ثانوية البتول، العام الماضي حين تقدمت إلى المسابقة بقصيدتها «مرثية العراق» التي تهديها إلى الشاعر العراقي الراحل بدر شاكر السياب، داعية إياه إلى القيام من الموت ليرى إلى ماذا تحوّل «عراقه» اليوم في ظل الاحتلال الأميركي. تفكر آية، التي رافقها والدها المتحمس جداً لمواهبها، في إمكان دراسة الأدب العربي بعد إنهائها دراسة الهندسة.
وإلى جانب الجوائز التي وزعت على عشرة تلاميذ في كلّ فئة، نوّه المسؤولون عنها بجهود كفاح نصر من الليسيه ناسيونال في الشويفات عن فئة الشعر، وزميلته في المدرسة هند أبو خزام عن فئة القصة القصيرة، إلى جانب ريم صفيّ الدين من ثانوية الكوثر عن هذه الفئة أيضاً.
وكان التلامذة قد امتعضوا من اضطرارهم للوقوف بسبب قلة المقاعد ومن عدم اهتمام وزير الثقافة كثيراً بالمسابقة، إذ إنه حضر متأخراً، وألقى كلمة مقتضبة حيّا فيها إنجازات التلامذة، ثم وزع الجوائز على أول ثلاثة رابحين في كلّ مسابقة وغادر. بعد انتهاء توزيع الجوائز، صرخ أحد موظفي الوزارة «إذا بدهن صورة مع معالي الوزير حتى نبعت وراه». وفعلاً، عاد الوزير ليشارك في الصورة التذكارية.
بعد انتهاء الحفل، خرج بعض التلامذة وأهاليهم. «كانوا يعملوا الحفلة بالأونيسكو كلّ سنة»، يقول أحدهم. ثم يضيف: «السنة تحجّجوا بالانتخابات يلّي خلصت وعملوا الحفلة بالوزارة عالسّريع وباستلشاق. ما حدا مهتم إلا بالكرسي تبعيتو».