محمد نزالالإعدام مع وقف التنفيذ، هو القرار الاتهامي الذي طلبه أمس قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر، بحق المتهم مروان فقيه (مواليد 1973). يمثّل القرار باكورة القرارات الاتهامية بحق المشتبه فيهم بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي، الذين أوقفتهم القوى الأمنية أخيراً.
صدر القرار ضد فقيه بعد ثبوت التهم في حقه: تزويد العدو بمعلومات عن الأراضي اللبنانية، وعن مسؤولين وكوادر في حزب الله والمقاومة، وعن مراكز الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. تطول لائحة التهم الملتصقة بالعميل فقيه، منها دخوله أراضي العدو وتدرّبه على أجهزة التواصل «لتسهيل فوز قوات العدو»، بحسب نص القرار الاتهامي.
اعترف فقيه بأن مهمّاته كانت متنوعة، أهمها تحديد مكان إقامة السيد حسن نصر الله، ومراكز الحزب وطبيعة عملها، وتحديد مخازن الأسلحة، كما اعترف بأنه تدرب على استعمال أجهزة اتصال سلكي ولاسكلي، وجهاز كومبيوتر وآلات إلكترونية وما تحتويه من معلومات، وتدرب أيضاً، بحسب اعترافاته، على قراءة الخرائط الجوية وتحديد الأهداف بواسطة خطوط الطول والعرض «X Y» وتعلم طريقة تشفير الرسائل الإلكترونية.غادر فقيه لبنان عام 1993 إلى فرنسا لمتابعة تحصيله العلمي في إحدى جامعاتها. أخبره شقيقه هناك بأن والدهم «عميل وماله حرام»، فوجئ بهذا الكلام لأن والده يعمل في قوى الأمن الداخلي. توّفي الأب عام 2004 جراء إصابته بمرض عضال، «ورث مروان العمالة عن والده الذي توفّي قبل أن تنكشف عمالته» وفق ما جاء في القرار الاتهامي.
تلقى مروان اتصالاً دولياً من شخص عرّف عن نفسه باسم «شوقي»، ادّعى أنه كان على معرفه قديمة بوالده. أخبره أنه في فرنسا ويرغب في التواصل معه. غادر مروان إلى فرنسا عام 2005 ليتابع عملاً بدأه سابقاً في تجارة السيارات. التقى هناك بـ«شوقي» الذي تبيّن لاحقاً أنه أحد ضبّاط «الموساد». أخبره أنه كان على علاقة تجارية بوالده، وأنه يرغب في متابعة العمل معه. بعد أيام تلقى مروان اتصالاً جديداً من «صديق» والده، وأخبره أنه في إسرائيل وطلب منه موافاته إليها لمناقشة «أعمال التجارة». توجّه مروان إلى مطار تل أبيب عبر مطار بلجيكا بتسهيل من صاحب الدعوة، ثم نقل إلى مستوطنة «كريات شمونة» حيث التقى عدداً من رجال الموساد، ثم خضع لتدريبات على الجاسوسية حيث كُلف بمهمات التجسس على «دولة حزب الله»، على حد وصف الضابط الإسرائيلي له، بحسب الاعترافات التي أوردتها المحكمة.
بين عامي 2005 و2007، أرسل مروان 15 رسالة إلى مشغليه، تحتوي على معلومات وتحديد لأهداف تقع في مدينة النبطية وبلدات شوكين وحاروف وكفرجوز وكفررمان، ذاكراً (بحسب اعترافاته) عدد طبقات الأبنية التي حدّدها وألوانها، وما إذا كان يقطنها مسؤولون من المقاومة، وحدّد أسماءهم وتفاصيل عنهم، كما أرسل إحداثيات عن بعض مدارس المنطقة ومحطات المحروقات والجوامع والحسينيات. عام 2007 سافر فقيه مجدّداً إلى إسرائيل لتلقي تدريبات إضافية، وكُلّف بتزويد محطة المحروقات التي يملكها في النبطية بكاميرات لمراقبة وتصوير سيارات مسؤولي حزب الله وعناصره. وتجدر الإشارة إلى أنه اعترف بأنه باع لعناصر من الحزب سيارات مزوّدة بكاميرات مرتبطة، عبر الأقمار الاصطناعية، بمشغليها الإسرائيليين.
خلال حرب تموز، تلقى مروان اتصالاً هاتفياً من مشغليه، طلبوا منه فيه مغادرة منزله لأن المنزل المجاور له سوف يقصف. عاتبهم بعد انتهاء الحرب على تضرّر منزله، فأخبروه بأن «له هدية مخبأة تحت الأرض في منطقة كفرعبيدا، موضوعة في نقطة بريد ميت»، حيث وجد 13 ألف دولار. أوقفت القوى الأمنية مروان فقيه في 7/3/2009. وطلبت المحكمة العسكرية أمس، حكم الإعدام بحقه مع منع التنفيذ، وفقاً للمواد 278-274-285-463 من قانون العقوبات.