ليال حدادمشهد رقم 3: الصورة ضبابية. أطفال يلعبون على الرصيف. لم يخبرهم أحد أنّهم مختلفون. وأنّهم حين يكبرون لن يصبحوا أطباء ومهندسين ومحامين. إنهم لاجئون. أولاد شهداء، أو أحفاد شهداء أو مشاريع شهداء. إنهم فلسطينيون. سيكبرون على هذا الرصيف نفسه. يتخرجون من الجامعة ويصبحون عاطلين من العمل، وإن حالفهم الحظ فسيهاجرون، من هذا المخيم إلى مخيمات كثيرة.
مشهد رقم 4: تنظر الفتاة إلى الصورة على الحائط. في أقل من دقيقة تحول والدها إلى صورة على الحائط بإطار جميل، مذيلة بعبارة «الشهيد حبيب الله». هو حبيبها وحدها. من سألها إن كانت تريد أن تتقاسم حبه مع الله؟
لماذا مات؟ لا تعرف. لماذا تزيّن صورته أحياء بلدتها الجنوبية؟ أيضاً لا تعرف. هي تعرف فقط أنّه ليس هنا... ولا تحبّ ذلك.
مشهد رقم 5: تصافحوا جميعاً. قبّل بعضهم بعضاً. وأخذوا صوراً جميلة مشغولة بعناية. السيّد والشيخ والأستاذ والبيك والجنرال... يريدون حكومة وحدة وطنية. يريدون حماية السلاح. ويريدون موسم سياحة مزدهراً. ابتسموا مطمئنين إلى مصالحهم، ونسوا أنّهم تركوا في كلّ الأحياء والزوايا أيتاماً... الويل لهم إن غضبوا.