رنا حايكبالأمس، سرحت وأنا أقود السيارة، مستمتعة بتخيل كل السيارات صراصير ضخمة. كان الوقت ليلاً، ما أتاح الإيغال في لعبة الاستطرادات الممتعة. استطرادات أدّت بطبيعة الحال إلى... «الموتوسيكل». في كل بلدان العالم، «يسلّك» الشاب أموره بدراجة نارية لأنها أوفر من اقتناء سيارة، يستخدمها لقضاء حوائجه، يقودها بتروّ واضعاً خوذة الحماية على رأسه، إلا في بلادنا. فهنا، الشاب «بيبخش الإشكمان» لتصدر صوتاً أعلى، «بيشفط» فيها، و«بيقبّها»، تصبح الغاية لا الوسيلة حين يستخدمها للشعور بالقوة والتفلت من جميع القيود، ويسخّرها لخدمة صورته الذكورية. فكيف تستقيم صورة «الماتشو» العربي التي توارث الشاب العصري تفاصيلها جينياً ولو من دون وعي منه، من دون... فرس!
نعم هي فرس العصر الحديث. لكن، بدل أشعار النخوة والبطولة، هناك التشفيط والإشبمان اللعين، وبدل أن ترقص الفرس وتشرئب، «منقبّ» الموتو. يغزو أصحابها الشوارع على شكل مجموعات وكأنهم ذاهبون إلى معركة، تراهم أتين وكأنه هجوم للتتار، وكأنهم مقدمون على إحدى فتوحاتهم الجليلة. تصبح آلة عنفية تمثّل امتداداً لذكورة لا تستقيم من دونها، فما الشاب من دون موتوسيكل؟ فعلاً العرب «مالهومش حلّ!».