محمد نزالاشتكى عدد من سكّان العقار الرقم 355 في منطقة عوكر، من تبلّغهم كتاباً يحمل توقيع القيّم العام للرهبانية الأنطونية، الأب مارون عاقوري، يدعوهم فيه إلى أخذ العلم بأن عليهم «البحث عن مصدر جديد للمياه في نهاية العام الحالي، بسبب عجز الرهبانية عن الاستمرار في التغذية الإضافية». ما السبب؟ سؤال طرحته عشرات العائلات القاطنة في العقار، وهو عبارة عن مجمع سكني مؤلف من 13 بناءً سكنياً. جاء الجواب من مسؤول في الرهبانية «لقد وافقنا على مبادلة الأراضي المحيطة بالعقار، ومن بينها تلك التي تقع فيها البئر، مع السفارة الأميركية، مقابل أرض تملكها السفارة في منطقة الحدث، فيما رفضت الأخيرة استمرار سكّان العقار في الاستفادة من بئر المياه». وهذا ما سوف يؤدي إلى توقّف إمداد العقار بالمياه الخاصة به، علماً بأن بئر المياه الارتوازية تقع خارج العقار المذكور. وقد لفت المسؤول الذي تمنّى عدم ذكر اسمه، إلى أن المفاوضات مع السفارة الأميركية ما زالت مستمرة، إذ إن الأرض المنوي مبادلتها في منطقة الحدث، أصغر بكثير من تلك التي في عوكر، ما يُرتّب على السفارة دفع مبلغ مالي للرهبانيّة لتغطية الفرق. وكشف أحد المتابعين لهذا الملف أن المبلغ الذي طلبته الرهبانية المذكورة يقارب 50 مليون دولار أميركي، كما أوضح أن المستشار الاقتصادي للرهبانية الوزير السابق دميانوس قطّار على علم مسبّق بكل المفاوضات الجارية، بين القيّم العام للرهبانيّة الأنطونية والمسؤولين في السفارة الأميركية في عوكر. من جهتها، رفضت السفارة الأميركية في اتصال مع «الأخبار» التعليق على الموضوع، دون نفي ما ورد في الوقائع المذكورة أو إثباته. يُذكر أن مسؤول في الرهبانيّة لفت إلى أن قضيّة مبادلة الأرض ودفع الفروق المالية، تجري بعلم البطريركية المارونيّة، إضافةً إلى موافقة الفاتيكان. كما أشار إلى أن أي بيع لأراضٍ تملكها الكنيسة الكاثوليكية بمختلف أطيافها، يحتاج إلى موافقة من رأس الكنيسة المحلّي، والفاتيكان معاً.