لعبة اسمها فراغ حكومي
تعليقاً على الفراغ الحكومي المستمر في لبنان:
مما لا شك فيه أن استقرار لبنان بات على المحكّ... ولعلّ سعة خيال اللبنانيّين تساعدهم على التوصّل إلى طرائق مبتكرة، لحلّ أزمتهم. وفي ما يأتي بعض النقاط التي يمكن أن تساعدهم:
أولاً ـ استلهام التجربة الروسية، بحيث يتبادل رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية موقعيهما بكل سلاسة كما حدث في روسيا الاتحادية بين بوتين ومدفيديف، فيفرح السنّة برئاسة الجمهورية، ويفرح الموارنة بصلاحيات رئيس الحكومة التي هي في الأصل جزء من صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني، قبل اتفاق الطائف، مع إمكان إجراء التبادل المعكوس لاحقاً أيضاً كما يمكن أن يحدث في روسيا قريباً.
ثانياً ـ استلهام التجربة البريطانية، بحيث يبرم رئيس الحكومة مع شخصية سنّية مرموقة ومقبولة من الجميع، وخصوصاً من المعارضة، اتفاقية “جنتلمان” لخلافته بعد 6 أشهر أو سنة، تماماً كما اتفق بلير وبراون على تاريخ معيّن لانتقال رئاسة الحكومة بينهما، بدون انتخابات ولا انقلابات ولا فراغات.
ثالثاً ـ استلهام التجربة الليبية، بحيث يصبح رئيس الحكومة المكلّف زعيماً لثورة الأرز و“عكيداً” للبنان كله وليس فقط لحارة المستقبل، ويعيّن أحد المقربين منه رئيساًَ للحكومة أو أميناً للجان الشعبية أو ما شاؤوا من تسميات...
رابعاً ـ استلهام التجربتين الأميركية والإيرانية في آن واحد، بحيث يكون رئيس الجمهورية هو رئيس الحكومة المخوّل وحده تسمية الوزراء الذين يصدّق عليهم البرلمان لاحقاً أو يرفضهم (كلّ على حدة) مع إمكان إعادة تسميتهم وتقديمهم إلى البرلمان إلى ما لا نهاية من المرات إذا أصرّ البرلمان على رفضهم. وهذه ستكون دون شك “اللعبة” الديموقراطية الأحلى والأمتع، وخاصة أنها ستريح رئيس الحكومة المكلّف وتترك له المجال واسعاً لممارسة «ألعابه» الأخرى التي «يدمنها».
خامساً ـ استلهام تجربة اتحاد كرة القدم السوري، وذلك بتعيين لجنة حكومية مؤقتة لتسيير الأمور، مؤلّفة من شخصيات يرضى عنها الطرفان، مع بقاء توقيع رئيس الحكومة المكلّف، المرضي عنه سعودياً وأميركياً، هو المعترف به في الوثائق الرسمية الدولية، تماماً كما عيّنت لجنة مؤقتة لكرة القدم السورية ولكن بقي توقيع رئيس الاتحاد السابق والمنحلّ، المرضي عنه دولياً، هو المعتمد رسمياً لدى الفيفا!
سادساً ـ استيراد شخصية كغازي كنعان أو رستم غزالة من إحدى الدول الشقيقة (ليس بالضرورة سوريا!) وتلزيمه مشروع تأليف الحكومة بأقل الأضرار الممكنة، والبدء مباشرة بالإجراءات التي تؤدّي ـــــ ولو بعد حين ـــــ إلى تعويم الشعار اللبناني الخالد: حرية سيادة استقلال.

عمار سليمان علي