سماح (20 عاماً) واحدة من الذين فازوا بفرصة الانتساب إلى جهاز الأمن العام برتبة مفتش درجة ثانية. فوزها بمعدل علامات جيد، قادها يوم الأحد الماضي مع زملاء لها إلى ثكنة الشيخ عبد الله في بعلبك، لمتابعة دورة تدريبية شاملة على مدى شهرين، تؤهّلهم لتسلّم المهمة الجديدة الموكلة إليهم.
تقرّ الشابة بأنّ الأمر “ليس سهلاً في لبنان حيث تسود “الواسطة” والتوزيع الطائفي، وتحلّ الكفاءة في المرتبة الأخيرة”، لكنّ تجربتها أثبتت لها العكس، فإن العلامات الجيدة التي حقّقتها في الامتحانين البدني والصحيّ، “أعطتها أملاً في تخطي المرحلة الخطية” لثقتها بكفاءتها.
سماح تدرك “النعمة التي حلّت عليّ، والحظ الذي أسعفني”، إضافةً إلى الكفاءة.
الراسبون وعائلاتهم وكثير من الناس لم يصدّقوا ما أشيع عن أن وزير الداخلية زياد بارود بتّ أمر إعلان النتائج، معتمداً على معيار العلامات، إضافةً إلى التوزيع الطائفي. الشائعات أيضاً تناولت أخبار الاختلاف بين السياسيّين وزعماء الطوائف بشأن الدورة، ما هدّد بإلغائها على غرار الدورة السابقة.
أدّى الامتحان إلى تقليص عدد المتقدمين إلى الفئة الأولى
الراسبان أحمد وحسن يُجمعان على التجاوزات الحاصلة التي “تؤكد أن الواسطة والتوصية هما أساس النجاح”. لكن أحمد لا يشاطر زملاءه “اليأس والقرار بعدم التقدم إلى وظيفة رسمية بعد الآن”. فهي ليست التجربة الأولى للشاب، الذي سبق له أن تقدّم لدورتين في الأمن العام، وثالثة في المدرسة الحربية في الجيش اللبناني. والنتيجة كما السبب كانا متشابهين في كل مرة: “ما في واسطة محرزة”.
لارا تقدّمت إلى الدورة السابقة في الأمن العام، التي أُلغيت في آخر لحظة. الفتاة تخطّت المراحل الثلاث للامتحان بتفوّق، لكنها قبل خضوعها للدورة التدريبية قررت ارتداء الحجاب. الأمر الذي مثّل لها عائقاً أمام الانتساب إلى جهاز الأمن العام اللبناني، فاختارت الحجاب.
يُجمع موسى وأحمد وحسن على أن “وظيفة الدولة ضمان اقتصادي واجتماعي وصحي لنا ولأولادنا، بدلاً من الهجرة والغربة لسنوات”. سماح هي الأخرى التي ستنخرط في المساهمة في أمن الناس العام بعد أشهر تجد أنها “بدي أمّن حالي أوّلاً ثمّ أؤمن أمن البلد”.