أحمد محسنII
غسلنا المصافحات القديمة، بأصابع جديدة، مصوّبة نحو الغايات المحلّقة. لم نزعج القرى الناحبة. لم نوقظ العابرات في المنام من نومهن. لم نبحث في أرواحنا عن سبب التخمة التي أصابتها. أودّ لو أمسكها بأذنيها، وأصرخ: روحي متخمةٌ بعينيكِ المائلتين. يداي تضوّرتا ألماً البارحة. تسلّلَتا الى نصبٍ تذكاري، على الضفة الأخرى من المدينة. بحثتا عن ملحكِ، وصبّتا في البحر الكحول السابقة. لأجلكِ، بعتُ الدُمى والهواء. في الأحلام، يسعنا استعادة مجد الطائرات. يمكن تقسيم الأرض وريقات، ورميها، ضاحكَين، في النهر. نتحايل على الموت. نضحك عليه. سينتهي في الصباح.
III
يتبرّأ أحفاد فرحنا من الضحكات التي تسقط سهواً. لا يعدّونها ناضجة. يحق لنا، نحن أيضاً، الاحتفاظ بالمباني البعيدة في حقائبنا، والبحث عن هاوية. نرمي فيها أسماء الشخصيات المزعجة، في هذا العالم المقنّع بالأوزون، وبوجوه السياسيين البشعة. القمر لا يضيء من أجلنا. لسنا متأسّفين. في الأساس، ترتيب الأيام ليس صحيحاً. علاقة القمر بالناس محكومة بالأيام. هكذا يقول الرومان، وأنا أحب روما وأكره الرومان، وكثرة الحديث عنهم. رتيبة هذه التقاويم التي تتكرر بلا انفعالات. أفضّل الاستغناء عن السبت أحياناً، لأنه عطلة قلبي. لم يمطر إطلاقاً، حين تألم جسدها. أشتاق إلى التظاهر بالسعادة، كي لا ينفعل ساعداها. أصدق كذبة أول نيسان بجانبها. أكون سعيداً: ذئباً قيد النمو، يفترس شعرها، يلاعبها بأطفال مخالبهِ.