في اليوم السابع على كارثة الطائرة الإثيوبية بقيت آمال فرقِ البحث والمسح معقودة على استمرار السفينة العسكرية، «يو أس أس راميدج»، التقاط إشارات الصندوق الأسود، في وقت يُنتظر فيه وصول السفينة المدنية البريطانية، «أو دي سي اكسبلورر»، التي تتمتع بقدرات تقنية متطورة جداً، وبالعمل على انتشال حطام الطائرات من البحار.حصيلة يوم أمس، انتقال باخرة «أوشن أليرت» في عمليات البحث من عُرض البحر إلى منطقة قبالة المنارة، بعدما أمضت مهمتها خلال الأيام الماضية في العمل بين منطقتي خلدة ورأس بيروت، لتحديد مصدر الذبذبات التي يُعتقد أنها صادرة عن الصندوق الأسود.
وكان الانتقال إلى البحث في منطقة البحرية قبالة المنارة، نتيجة تمكّن فرق البحث من تحديد بقعة صغيرة قبالة بيروت على عمق 1400 متر يرجَّح وجود الصندوق الأسود فيها، بحسب ما أعلنت رئاسة الحكومة اللبنانية مساء السبت، مشيرةً إلى أنه سيُنزَل «جهاز آلي» إلى المكان «لبدء التصوير»، قبل بدء عمليات الانتشال. وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في بيان له عن حصيلة عمليات البحث عن حطام الطائرة الإثيوبية، أن الباخرة «أوشن اليرت» المتخصصة في سبر أعماق البحار «حدّدت بقعة على بعد عشرة كيلومترات من منطقة المنارة في رأس بيروت، تمتد بطول ألف وستّمئة متر على عمق ألف وأربعمئة متر، ظهرت فيها أشكال هندسية يُحتمل أن تكون قطعاً من حطام الطائرة».
أضاف البيان إن أجهزة البارجة الأميركيّة «يو اس اس راميدج» «التقطت ذبذبات أكثر قوةً في البقعة نفسها، قد تكون صادرة عن جهاز الإرسال التابع للصندوق الأسود». وتابع: «ستُنزِل أوشن اليرت إلى الأعماق جهازاً آلياً يقود إلى المكان الذي تصدر منه الذبذبات».
الباخرة «أوشن اليرت» حدّدت بقعة ظهرت فيها أشكال هندسية يُحتمل أن تكون قطعاً من حطام الطائرة
يلي ذلك بدء «مرحلة التصوير في قعر البحر وتستمر أياماً عدة للتأكّد من وجود جثث للضحايا والصندوق الأسود، وأيّ أجزاء من حطام الطائرة، وتحديد مواقعها بدقة استعداداً للانتقال إلى مرحلة الانتشال». وذكر البيان أن «الجيش اللبناني أرسل مركب إنزال وعلى متنه فريق تحقيق فرنسي مزوّد بأجهزة من شأنها أن تحدّد على نحو أكثر دقةً مصدر الذبذبات». وكانت الحكومة اللبنانية قد أعلنت السبت أن الغوّاصة «أوديسي اكسبلورر» المتخصصة في انتشال حطام الطائرات من أعماق البحار تتجه إلى لبنان للمساعدة على انتشال الجثث والصندوق الأسود والحطام، فور تحديد مكانها بدقّة».
بدوره قال وزير الأشغال العامة والنقل، غازي العريضي: «لقد قطعنا مرحلة كبيرة من العمل. إحدى الغواصات تعمل على مسح قاع البحر، وتوقفت أمس للتزوّد بالوقود وتغيير الطاقم، واليوم بدأت العمل من جديد».
تابع العريضي، الذي كان يجول لتقديم التعازي إلى أهالي ضحايا الطائرة في منطقة الشمال: «صحيح أن العمل التقني صعب لكنه مستمر ودقيق، كي نتمكن من كشف الأمر جلياً ولا نعطي معلومات أو أجوبة خاطئة للناس، إذ تكفي هذه المعاناة المفتوحة. لذلك، سننتظر ما ستحمله الأيام المقبلة، وخلال هذا الوقت طلبنا من الغواصة الكبيرة المجهزة تقنياً للانتشال، المجيء إلى حيث جرى تحديد موقع أجزاء الطائرة».
من جهته، أكد مسؤول الإعلام في السفارة العراقية في بيروت، رائد حسن «أن فحوص الحمض النووي، التي أُجريت على الجثة الرابعة عشرة الباقية من ضحايا تحطّم الطائرة الإثيوبية، والموجودة في مستشفى بيروت الحكومي، تعود إلى العراقي أكرم جاسم محمد».
وكشف الطبيب الشرعي أحمد المقداد أن جثة أكرم جاسم محمد سوف تسلّم إلى ذويه في غضون اليومين المقبلين، فور اكتمال عمليات الفحص على الحمض النووي، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. ولفت المقداد إلى أنّ المستشفى لن يؤخّر عملية تسليم الجثة دقيقةً واحدة بعد الانتهاء من مطابقة الفحوص، وأن الجثة ستسلّم من السلطات اللبنانية إلى ذوي الضحية.
(الأخبار)