تلفتك وأنت تتجول في شارع «مرعش» حبال من الباذنجان المجفف، وهي تتمايل أمام الزبائن. لكن سلسلة الخضار المجففة في حلب، التي تعتاش محال شارع «مرعش» من مبيعاتها، لا تقف عند حدود الباذنحان. فللقرع الأخضر، والعجّور (خضار بين الكوسا والمقثا) حصتهما أيضاً. وبحسب أزاد طاشكجيان، البائعة المتمرسة في المنتحات الحلبية، فإن هذه «السلعة هي من الأسرع نفاداً من السوق». ولهذا الأمر أسباب ترتبط بموسم الصوم الذي يمتنع خلاله الأرمن عن تناول اللحوم، لتصبح «النواشف» جزءاً لا يتجزأ من مطبخهم في زمن الصوم الديني. قبل أن تخرج بهيئتها الجافة، تتعرض هذه الأنواع من الخضار لعملية تصنيع غير معقدة. تنقر حبوب الباذنجان لاستخراج كل لبّها، ومن ثم تنشر في مكان جاف، في الهواء الطلق ولكن «ليس تحت أشعة الشمس». وبعد شرائها، تبدأ عملية الطبخ. هي عملية ليست صعبة إطلاقاً. فبعد نقعها في الماء الساخن لفترة ليست طويلة نسبياً، ترتخي قطعة الباذنجان. هكذا يصبح حشوها أسهل. أما الحشوة؟ فهي أرز ولحم في العادة. لكن، في موسم الصوم حيث يمتنع المسيحيون عن تناول اللحوم، يستعاض عن اللحم بزيت الزيتون. أما عن الأسعار، فليست مرتفعة نسبياً: فعلى مستوى الباذنجان مثلاً، يبلغ سعر خمس قطع من الباذنجان الأسود ألف ليرة، فيما يمكن أن تشتري بالألف ليرة ذاتها، ثماني قطع من الباذنجان البنفسجي. محمد...