مارون الراس ــ داني الأمينمن بلدة مارون الراس، وتحديداً من الحديقة العامة المشرفة على مستعمرة أفيفيم في فلسطين المحتلّة، اختار الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة، الذي انعقد في بيروت، أن يوجّه رسائله المختلفة، وسط حشد شعبي كبير.
وتحدثت باسم المشاركين غريتا كريسنبرغ ومحمد حسن، الذي وجّه رسائله إلى الجولان والعراق وغزّة والقدس.
في الرسالة الأولى جُدّد العهد على استمرار الدعم والمساندة للصامدين في فلسطين والعراق والجولان ولبنان، والتأكيد أن يوم التحرّر بات قريباً بفعل المقاومة وصمودها، وبدعم أبناء الأمة وأحرار العالم الذين تزداد مساندتهم كل يوم لمعركة التحرير واستعادة الحقوق. وفي الرسالة الثانية أعرب المؤتمرون عن تضامنهم مع الشعب العراقي في معاناته المتفاقمة من الاحتلال ومخططاته، وأكدوا درجات الاعتزاز بصموده ومقاومته، داعين العراقيين إلى تحصين الوحدة الوطنية في ما بينهم وإسقاط مخطط الإرهاب والفتنة. أما في الرسالة الثالثة فحيّا المشاركون الشعب الفلسطيني البطل في غزّة على صموده ومقاومته لكل أشكال العدوان والاحتلال، وأكدوا أنهم باقون معه على العهد حتى انتهاء الحصار وفتح المعابر وتوقّف كل أشكال العدوان. وتوجه المشاركون إلى الحكومة المصرية بطلب عاجل لفتح حدودها مع فلسطين بما فيها معبر رفح، باعتباره عملاً سيادياً كاملاً وضرورة وطنية وقومية وأخلاقية. وجددوا استنكارهم لبناء الجدار الفولاذي لتشديد الحصار على غزّة، وطالبوا بوقف كل الإنشاءات الجارية فيه. وكانت للقدس تحيّة خاصة «تقديراً لصمودها البطولي في وجه صهينة المدينة المقدسة وتهويد مقدساتها الإسلامية والمسيحية». وطالبوا جميع الحكومات العربية والإسلامية والمنظمات الدولية بتحمّل مسؤولياتها في مواجهة ما تتعرض له القدس يومياً من عمليات هدم وتهجير وبناء للمستعمرات واعتقالات. كذلك وُجّهت التحية إلى أهالي الضفة الغربية.
وعبر مكبرات صوت موجهة إلى الداخل الفلسطيني والمستوطنات الصهيونية، أعلن الملتقى بيانه الختامي بعنوان (نداء بيروت)، وقد تضمن النداء مجموعة بنود تناولت في معظمها حق الشعوب في المقاومة وفي الدفاع عن النفس. كذلك طالب النداء الأنظمة العربية بالتخلي عن التسوية مع العدو الصهيوني.
البيان الذي تلاه عضو اللجنة التحضيرية للملتقى، محمد حسيب الرسول، جاء فيه أن «حق الشعوب في المقاومة بأشكالها كلها، وفي مقدمها المقاومة المسلحة، ينبع من مبدأ الدفاع عن النفس والحق في الحرية والكرامة»، داعياً الدول العربية إلى «إعلان فشل مشروع التسوية، وتبنّي نهج الصمود والمواجهة خياراً استراتيجياً للأمة في تصدّيها لقوى العدوان الصهيوني الإمبريالي، وأن تنهض بدورها في دعم المقاومة بكل أشكالها ورفدها بأسباب القوة والمنعة، والاستجابة لمطالب شعوبها في إسقاط الاتفاقيات المبرمة مع الكيان الصهيوني وقطع جميع أشكال العلاقات معه».


دعوة إلى المصالحة

تخلّل إعلان البيان الختامي توجيه نداء دعم للأسرى في سجون الاحتلال، إضافة إلى دعوة للمصالحة الفلسطينية. ودعا إلى «العمل من أجل محاكمة مرتكبي جرائم الحرب، والسعي لتطبيق النتائج القانونية لتقرير غولدستون». وكانت كلمات لعضو مجلس الشعب السوري أحمد حاج سليمان، عضو مجلس الشورى في اليمن فاطمة محمد، وزير الإعلام الأردني السابق هاني خصاونة والفنان المصري مجدي كامل. وقد حرص الوفد، قبل وصوله إلى مارون الراس، على الوقوف في أكثر من محطّة على الحدود مع فلسطين المحتلّة، ولا سيّما أمام بوابة فاطمة في بلدة كفركلا.