Strong>لم يحمل يوم أمس أخباراً من البحر ولا من المستشفى ولا من باريس. ففرق الإنقاذ توقفت في انتظار انتهاء «أوديسى إكسبلورر» من مسحها التصويري مساء اليوم. أما المستشفى فتراجع عن تسليم جثتين اليوماضطرّت عائلتا الضحيّتين حمزة جعفر (25 عاماً) من بلدة ياطر، وحسين بركات (27 عاماً) من بلدة زبقين (أمال خليل) إلى تأجيل مراسم تشييعهما التي كانت مقررة ظهر اليوم حتى إشعارٍ آخر. وأشار علي جعفر، والد الضحية حمزة، إلى أنه «بعدما أكدت إدارة المستشفى لنا ولعائلة بركات صدور نتائج تحاليل الحمض النووي للأشلاء العائدة لأبنائنا، تراجعت عن الأمر، مطالبة بإعادة الفحوص من جديد للتأكد منها». غير أن إدارة المستشفى أشارت في اتصالٍ مع «الأخبار» إلى «أننا لم نبلّغ أحداً منهم رسميّاً، ويمكن أن يكونوا على صلة بأحد في المستشفى، وعلموا منه بأن نتيجة الفحص تثبت هذا الأمر، لكن هذه النتيجة لم تنته بعد في المختبرات الجنائية». وربما عاد السبب إلى «أن العيّنة التي أخذناها ليست نفسها التي تتفحصها الأدلة». وفي هذا الأمر، يقول مصدر مطّلع في الأدلة الجنائية إن «هناك سببين لهذا التضارب: إما اختلاف طريقة الفحص بين الطرفين، أي إننا قد نأخذ عيّنة الفحص من العظم وهذه تتطلب وقتاً أطول، فيما المستشفى يكون قد أخذ من اللحم، وهذا الفحص لا يأخذ الكثير من الوقت». أما السبب الثاني، فهو أن «بعض العيّنات تأتينا مختلطة، الأمر الذي يؤدي إلى نتيجة مشوّشة تدعونا لإعادة الفحص للتأكد من النتيجة النهائية». لكن المصدر أكّد أنه «نحو الساعة الثالثة (عصر أمس) ثبتت نتيجة أحد الأجزاء بأنها للضحية حمزة جعفر، وهي لم تكن صادرة لحظة حضور الأهالي لأخذ الجثمانين من المستشفى صباحاً». إذاً، لم يُشيّع جعفر وبركات، فيما لا تزال مراسم تشييع الضحية مصطفى الأرناؤوط قائمة عند الواحدة من بعد ظهر اليوم في مدينته صور. ومن المفترض أن تتسلم عائلته الجثمان عند العاشرة من صباح اليوم من مستشفى بيروت الحكومي، بعدما تأكدت النتيجة من الطرفين: الأدلة والمستشفى.
الذين لم تتعرف المختبرات الجنائية إلى هويّاتهم هم 14 لبنانياً و7 إثيوبيين
ويلفت المصدر في المختبرات الجنائية إلى أن «إدارة المستشفى اتصلت بالمختبرات الجنائية وزوّدتها بقائمة من الأسماء التي تأكدت نتائجها في المستشفى، طالبة أن تعطيها المختبرات الأولوية لتسريع نتائجها من أجل عائلاتها». أما بالنسبة إلى حصيلة أمس من النتائج، فكشف المصدر عن أنه «لم يصدر نتائج فحوص لجثث جديدة، باستثناء مجموعة من الأشلاء يتعدّى عددها السبعة تعود إلى جثثٍ تم التعرف إليها سابقاً». وعن الجثة شبه المكتملة التي انتشلت أول من أمس، رفض المصدر التصريح عن هويتها، رغم شكّه في أنها تعود إلى إحدى اللبنانيتين (رنا الحركة وروان وزنة) اللتين لا تزالان مفقودتين إلى الآن. ويقول المصدر إنه بالنسبة إلى عدد الجثث التي لم يتم التعرف إليها حتى الآن في المختبرات الجنائية «هي 14 لبنانياً و7 إثيوبيين»، وهذه الأعداد تختلف عن جردة مستشفى بيروت الحكومي. وبحسب المصدر، فإن «أعداد الذين لم يتعرّف المستشفى إلى هوياتهم هي 11 لبنانياً و10 إثيوبيين». ومع ذلك، يمكن القول إنه تم إلى الآن التعرف إلى نحو «70 راكباً»، بحسب الأدلة الجنائية.
على الشاطئ، لا تزال سفينة «أوديسى إكسبلورر» تستكمل مسحها الصوتي للمنطقة. وكانت قد رصدت أول من أمس أشلاءً جديدة للضحايا، سيعمل فوج مغاوير البحر على انتشالها فور انتهاء عملية التصوير.
على صعيدٍ آخر، تعقد لجنة أهالي الضحايا اجتماعاً اليوم للبحث في خطوات الأيام المقبلة. يُذكر أن تجمّع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان، طالب المسؤولين اللبنانيين، في اجتماعه الدوري أمس، بإنشاء «هيئة وطنية لإدارة الكوارث تضمّ جميع الأجهزة الحكومية والعسكرية والأمنية ومنظمات المجتمع المدني، من شأنها وضع خطة طوارئ شاملة لتحقيق الجهوزية الكاملة على الصعيد التقني والعملي لمواجهة أي أزمة قد تطرأ مستقبلاً». ودعا التجمع إلى مواصلة البحث عن الضحايا ومواكبة كارثة الطائرة الإثيوبية على الصعد القانونية والإنسانية والاجتماعية لدعم أهالي الضحايا من جراء هذه الكارثة. وانتقد التشتت الرسمي وتعاطي بعض وسائل الإعلام مع أخبار الكارثة لجهة المصطلحات خاصة. يذكر أن لبنان ينتظر وصول تقرير أوّلي من باريس عن الصندوق الأسود الأول بين يوم وآخر.
(الأخبار)