تُجري الهيئة العليا للآثار في مصر جملة من الفحوص الطبية والجينية على المومياوات التي تمتلكها بغية تحديد هويّة كلّ منها، وسبب الوفاة. وقد جاءت النتائج المخبرية في ما يتعلق بمومياء الفرعون توت عنخ أمون مذهلة. فسبب وفاة هذا الملك الشاب في عمر لا يتجاوز التاسعة عشرة هو «إصابة حادّة بالملاريا»، ما ينفي كلياً نظريات مقتله أو اغتياله، التي كانت قد ارتكزت على كسر في ساقه. وبحسب زاهي حوّاس، رئيس الهيئة العليا للآثار، فإنّ «الكسر الموجود قد يكون نتيجة سقوطه، وخصوصاً أن نتائج الفحوص تدفعنا إلى الاعتقاد بأنّ قصوراً في الدورة الدموية، في أنسجة العظام أدى إلى إضعافها. وأظهرت التحاليل الجينية سلسلة من التشوّهات لدى عائلة توت عنخ أمون، بينها مرض كوهلر، الذي يدمّر الخلايا العظمية.
وكان الفرعون الشاب يعاني تشوّهاً ولّاديّاً في القدمين، يُعرف باسم التفاف القدم أو حنف القدم، يكون فيه «كعب» القدم وأصابعها معقوفة إلى الداخل». وأوضح حوّاس أنّ «القطع الأثرية التي عُثر عليها في مقبرة توت عنخ آمون تُعزّز هذه الفرضية، فقد دُفنت مع الفرعون الشاب أكثر من 130 عصا كُتب عليها أنه صنعها لحياته الثانية. كما أن اللوحات تصوّر توت عنخ آمون وهو يرمي السهام جالساً، فيما يحمل العصا، ويسير وراء زوجته».
وقال حوّاس لفرانس برس «نتيجة هذه الكشوف نكون قد استطعنا حل جزء كبير من الألغاز المرتبطة بالأسرة، وخاصةً أننا تأكّدنا اليوم أنّ نفرتيتي ليست والدة توت عنخ آمون، لأن جينات الوالدة تطابقت مع مومياء أخرى، ويبقى علينا اكتشاف مومياء الملكة نفرتيتي، ومومياء زوجة توت عنخ آمون، اللتين لا تزالان مفقودتين حتى الآن».