البقاع ــ نقولا أبو رجيليلم يتمكّن المجلس البلدي في بر الياس من تنفيذ جميع المشاريع التي تحتاج إليها البلدة. وما أنجز خلال 11عاماً، لم يأتِ على مستوى طموحات الأهالي من معارضين وموالين للسياسات المتبعة في إدارة شؤون البلدة.
وبر الياس من أكبر بلدات البقاع الأوسط لجهة المساحة وعدد السكان. يقيم فيها نحو 33 ألف نسمة، 13 ألفاً هم من أبنائها المسجّلين في قيودها، يضاف إليهم نحو 20 ألفاً، هم في غالبيتهم من عائلات اللاجئين الفلسطينيين، ومواطنون لبنانيون من مناطق مختلفة وآخرون يحملون الجنسية السورية.
من هذه النقطة ينطلق رئيس البلدية، موّاس عراجي، ليعرض الأسباب التي أثّرت سلباً على عمل البلدية، أبرزها تدنّي نسبة جباية الضريبة عن القيمة التأجيرية التي لا تتجاوز الـ20%، من مبالغ تقدّر بنحو 180 مليون ليرة سنوياً، تثبتها التقارير التي خلصت إليها لجان التخمين المشتركة بين البلدية ووزارة المالية. سبب آخر هو عدم حصول البلدية على كامل مخصصاتها من الصندوق البلدي في وزارة الداخلية والبلديات وعدم مراعاة الكثافة السكانية، «تُدفع المخصّصات وفقاً لعدد أبنائها المسجّلين بمعدل وسطي هو 3 أشخاص لكلّ عائلة، من دون احتساب عدد السكان الإجمالي». لذلك، راوحت المبالغ السنوية التي تلقتها البلدية خلال الأعوام الأربعة الماضية، ما بين 325 و726 مليون ليرة، «فيما تبيّن الدراسات أن حاجة البلدية من هذه المخصصات تفوق 800 مليون ليرة سنوياً»، يقول.
يضيف عراجي أسباباً أخرى تعيق العمل البلدي، منها المؤسسات الرسمية، التي يتحكم فيها الروتين الإداري، سائلاً: «كيف يمكن بت معاملات مئات المجالس المحلية من محافظ واحد يتولى إدارة أكبر منطقتين في لبنان، هي البقاع وجبل لبنان؟».
قبل الحديث عن الإنجازات والمشاريع، يثني عراجي على دور المجلس البلدي السابق لما حققه من إنجازات، ويعدّد بعض المشاريع التي نُفّذت طيلة 10 سنوات مضت بنفقات بلغت نحو 5 مليارات ليرة أهمها، تمديد شبكة للصرف الصحي تغطي نسبة 90% من مساحات الوحدات السكنية. لكن المشكلة أن مياهها تصبّ في نهر الغزيّل، وذلك لعدم وجود محطة تكرير، مؤكداً أن إنشاء هذه المحطة سيكون من أولويات المشاريع في المستقبل. كما ينوي إنشاء حديقة عامة، إكمال شبكة الصرف الصحي، تزفيت الطرق الزراعية، تمديد شبكة مياه للوحدات السكنية المنتشرة في محيط البلدة بطول 62 كلم، خلال فترة ستمتد لسنتين، بتمويل من البنك الدولي للإنشاء والتعمير.
أما ما يطالب به عراجي، فهو إيجاد حلول جذرية لانبعاث الروائح من مجرى نهر الليطاني الذي يعبر البلدة من الناحية الغربية. كما طالب مصلحة مياه نبع شمسين، بالعمل على صيانة شبكة مياه الشفة، التي تكبدت البلدية نفقات تصليح أعطالها مبالغ وصلت إلى 7 ملايين ليرة. تبقى مشكلة مكب نفايات البلدة، هي الأبرز على الصعيد الصحي والبيئي في بر الياس والقرى المجاورة. فهي تعاني منذ سنوات، من تصاعد دخان حريق مكوّناته باستمرار، ناهيك عما تخلّفه الروائح المنبعثة من بقايا الحيوانات النافقة، من أمراض مختلفة. عن هذا الموضوع، يقول عراجي إن إمكانات البلدية المادية لا تسمح بتغطية نفقات نقل النفايات إلى المطمر الصحي في زحلة، التي تصل إلى 200 ألف دولار سنوياً مقابل نقل نحو 900 طن من النفايات شهرياً، ويرى أن الحل الوحيد هو إنشاء معمل لفرز النفايات، مبدياً استعداده لتخصيص قطعة أرض على حساب البلدية من أجل هذه الغاية.
أما بالنسبة إلى الأهالي، فيمكن الحديث عن مطالب أخرى مثل «تنشيط السوق التجاري الممتد على جانبي الطريق الدولية بين شتورا والمصنع» يقول سعد الدين ميتا، الذي يلاحظ أن غياب البلدية وعدم وجود لجنة تجار، أديا إلى حالة ركود سيطرت على حركة السوق في السنوات الأخيرة. ومن منطلق اهتمامه بالشؤون الرياضية، يلفت ميتا إلى حاجة البلدة إلى إقامة ملاعب رياضية، كون البلدة تضم فريقين يمارسان هذه اللعبة صنّفا درجة ثانية على مستوى الفرق الرياضية في لبنان.