وسط حضور طالبي كثيف في نقابة الصحافة، أطلقت عمادة التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي، يوم أمس، حملة إلغاء الطائفية
رنا حايك
علت جدران نقابة الصحافة يوم أمس صور لملصقين سيُعمّمان خلال الأيام المقبلة في شوارع المدينة: في أحدهما، وعلى خلفية العلم اللبناني، طفلان يحتلان مكان الأرزة، خطّت تحتهما عبارة: «حزار شو طايفتنا وشو ناطرنا؟». أما في الملصق الثاني، فعلى الخلفية ذاتها، أرزة مشطورة قسمين، وعلى خط الدماء في أسفل العلم شبح الطائفية متربّص يتهيأ لاعتلاء سلّم يقود إلى الأرزة. الملصقان اللذان صممهما أحد «الرفقاء» في الحزب السوري القومي الاجتماعي، الطالب في الجامعة الأميركية هادي العريضي، يفتتحان حملة ضد الطائفية أطلقتها عمادة التربية والشباب في الحزب يوم أمس. «وكأن في هذه الحملة الشبابية الطالبية ما يشير إلى اليأس من غير الشباب»، قال نقيب الصحافة محمد البعلبكي خلال تقديمه الحملة، مذكّراً بأن الشباب ليس بالعمر فقط بل بالوعي وبالنضج الفكري أيضاً، لأن «العقل شرعة الحياة»، كما سبق أن قال مؤسس الحزب، الراحل أنطون سعاده.
ولأن الحرب «حوّلت المواطنين إلى أسرى في طوائفهم»، كما جاء في كلمة عميد الطلبة في الحزب، صبحي ياغي، اختارت العمادة ذكراها «للاستفادة منها وليس نكأً للجراح» ولإطلاق الحملة «المفتوحة»، كما وصفها ياغي. ولأن الطائفية هي علة العلل ومشروع فتنة جاهزة تحوّل المواطنين إلى وقود في طوائفهم وإلى أرقام عند التسويات. «كما أنها مشروع تهجير الشباب في ظل غياب منطق الكفاءة وسيادة منطق المرجعيات والمحسوبيات» كما قال ياغي، لن تكون الملصقات سوى البداية، على أن تُبرمج نشاطات ومشاريع كثيفة خلال الشهور المقبلة. الأفكار كثيرة، منها ما هو كلاسيكي كعقد الندوات والأمسيات الفنية، وإقامة فروع للحملة في كل المناطق والجامعات والثانويات والمدارس والمعاهد، وتوقيع أطول عريضة ممكنة تضم أكبر عدد من اللبنانيين يدينون الطائفية، ومنها ما هو مبتكر مثل تصميم مجسّم

الحملة مفتوحة للجميع مهما كانت خلفياتهم السياسية
للطائفية يجري إعدامه، بالتزامن، في المدن الرئيسية اللبنانية، أو مثل الاتفاق مع الشركات الوطنية لوضع شعار الحملة «لا للطائفية» على عدد من السلع الاستهلاكية في مقابل أن يعمد اللاطائفيون إلى شرائها. وهنا، شدد ياغي على أن الشركات المرشحة هي تلك «الوطنية فقط» كما قال. في النهاية، أكّدت عمادة الحزب أن الدعوة مفتوحة «لكل المؤمنين بضرورة إلغاء الطائفية مهما كانت اتجاهاتهم وخلفياتهم الفكرية، وهي دعوة نطلقها باسم طلبة الحزب وشبابه لتصبح ملكاً لكل المؤمنين بإلغاء الطائفية»، داعية المواطنين وجميع القوى اللاطائفية إلى «الانخراط في هذه الحملة من أجل توليد تيار لاطائفي يصنع مستقبلاً آمناً للبنان».
بعد الإعلان عن إطلاق الحملة، ناقش الطلاب الحاضرون، وكانوا كثراً، عميدهم في قضية سن الاقتراع، وكيف أن النظام السياسي لا يعترف بأهليتهم السياسية قبل بلوغهم 21 عاماً بينما حزبهم يعتبرهم مؤهلين للانخراط فيه ما إن يبلغوا سن 16 عاماً، كما تطرّقوا إلى موضوغ الزواج المدني الذي لفت ياغي إلى أنه مطلب من مطالب الحزب «وقد سبق أن قدمنا مشروعاً في هذا الخصوص منذ سنوات، لكنه لا يزال محبوساً في أدراج مجلس الوزراء ولم يُطرح أمام المجلس النيابي بعد».