سحر البشيرهم نماذج من التنوع الشبابي الفلسطيني في لبنان. هم عشاق لفلسطين، منظّمون وغير منظمين، مؤمنون بالعمل الجماعي. هم، كما يصفون أنفسهم، «منكم ومثلكم». هم المبادرون لتنظيم مؤتمر الشباب الفلسطيني الأول في لبنان، الذي يفتتح يوم غد ويستمر ثلاثة أيام، في مدينة صيدا. وكانت فكرة إقامة مؤتمر للشباب الفلسطيني قد طرحتها منذ أربعة أشهر مجموعة من الناشطين الفلسطينيين. إلا أن التحضير الفعلي للمؤتمر بدأ قبل شهرين فقط. يقول ربيع صلاح، أحد المبادرين، إن أبرز أهداف المؤتمر هو «وضع إطار جامع للشباب الفلسطيني، من خلال إصدار وثيقة تمثّل الأرضية لخطة عمل طويلة المدى، بالإضافة إلى خلق مساحة للشباب الفلسطيني للنقاش في المواضيع الوطنية العامة، والمواضيع المتعلقة بوضع الفلسطينيين في لبنان، على أمل الخروج بأوراق تكون مرجعية للشباب الفلسطيني في عمله المجتمعي والمطلبي. وأخيراً انتخاب هيئة دائمة وممثلة وحامية للوثيقة، التي ستحدد هوية هذه الهيئة».
خلال الاجتماعات التحضيرية، ازداد المشتركون من خارج مجموعة المبادرين. فقد كانت المساحة مفتوحة لمشاركة جميع الناشطين الفلسطينيين من كل المناطق ومن جميع المجالات. أما لماذا الفلسطينيون وحدهم؟ فلأنه، بحسب المبادرين، للشباب اللبناني قضاياه الخاصة، كما أن المؤتمر هو مساحة للشباب الفلسطيني، يُخلق من خلاله فهم واضح للقضية الفلسطينية بأبعادها المختلفة في لبنان، وبالتالي خلق تفاعل أنضج مع المحيط اللبناني. ويشير المبادرون إلى أن المورد الأساسي والأكبر للمؤتمر هو ذاك البشري. في هذا السياق، يحاول المبادرون إشراك المجتمع المحلي، فمثلاً القهوة والوجبات التي ستقدم في الاستراحات هي من تحضير العاملين في بيع القهوة والمنتسبات للجمعيات النسائية في مخيم عين الحلوة القريب. فيما تؤمّن بعض الجمعيات الفلسطينية قاعات لنوم المشاركين الذكور من خارج صيدا، وتستقبل بعض بيوت المخيم الفتيات. المشاركون هم من الفئة العمرية بين 18 و35 سنة، من خلفيات متنوعة، وبعضهم ينتمي إلى تنظيمات فلسطينية، أما في حال مشاركة أحد من خارج هذه الفئة العمرية فلا تسجل المداخلة في المحاضر، «حتى يكون للوثيقة مصداقية كونها تعبر عن الشباب» كما يؤكد صلاح. وتتخلل برنامج المؤتمر جلسات حوار وورش عمل إضافة إلى حفل افتتاح يوم غد، وحفل فني مساء السبت على كورنيش صيدا. ويلفت صلاح إلى أن الاختيار قد وقع على مدينة صيدا نظراً لرمزيتها في تاريخ النضال الوطني، إضافة إلى موقعها في قلب الجنوب، وسهولة الوصول إلى مركز البلدية في ساحة النجمة، حيث تعقد الجلسات. وينوّه المبادرون بموقف بلدية صيدا ورئيسها وشبكة الجمعيات في صيدا، الذين أبدوا اهتماماً بالمؤتمر وقدموا تسهيلات ومساعدات نوعية لعقده. وكان قد طرح سابقاً عقد المؤتمر في قصر الأونيسكو، إلا أن هذا نوع من النشاطات التي تتضمن نقاشات سياسية بحاجة لموافقة من وزير الثقافة، بحسب مدير الأونيسكو، الذي أبدى استعداده للمساعدة في إقامة حفل فني شرط أن يكون خالياً من الخطابات السياسية.
لمزيد من المعلومات عن المؤتمر وللاطلاع على البرنامج:
www.pylconf.ourproject.org