وحده الصمت علاج لهذه اللحظات القاسية. أما الوشوشات بين الحاضرين فلا تحمل إلا ذكريات من حياة عساف المليئة بالتعب والكفاح من أجل تربية العائلة. هي أيضاً لحظات من السعادة التي كان يمنحها لشبان البلدة وشاباتها. كيف لا وهو رفيقهم ومستشارهم، وسائقهم. هو الذي لم يكن يعرف أن يقول يوماً كلمة «لا» لأحد تقول سناء واكيم العضو في الكشاف الوطني الأرثوذكسي. تحكي كيف كان عساف يساعدها وزملاءها في تنظيم
تصرخ نسرين عندما ترى صورة والدها في أرض المعركة
كلّ هذه الصفات تحدّث عنها المطران إلياس كفوري في عظته عن الشهيد عساف أبو رحال، فقال إنه «الإنسان الذي يعمل بصمت وهدوء، لكن صمته أفضل من الكثير من الأصوات التي تصمّ الآذان بضجيج لا يحمل في معظمه إلا الكذب... عساف ذهب ضحية بريئة، ضحية تعنّت الإسرائيليين وظلمهم وعنجهيتهم، وهم الذين لم يراعوا حرمة القوانين الدولية. أن يتصدى المدفع لقلم، إنها لعمري قمة الجبن والخساسة».
وكان قد شارك في وداع عساف أمس ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب قاسم هاشم، النائب علي فياض، وممثل وزير الإعلام المدير العام للوزارة حسان فلحة، الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة، وممثلون عن نواب ووزراء وأحزاب سياسية.