غسان سعود
يبدو أن الشيخ سامي الجميّل يصدق لعبة «الزوم» في مهرجانات الكتائب، فيُحمِّل في مواقفه الحزب الذي تتوارثه عائلته، أكثر بكثير مما يحتمل أهل هذا الحزب. ويبدو أيضاً أن النائب المتني يصدق الأرقام التي يذكرها الحزب غالباً في تعداد من أقسموا اليمين. ففي القوائم الانتخابية التي صدرت الجمعة في 13 آب، عن الأمانة العامة في حزب الكتائب، في مناسبة إجراء انتخابات طالبية لاختيار رئيس جديد لمصلحة الطلاب، يتبيّن أن «فتيان الكتائب» مهددون بالانقراض. إذ تظهر هذه القوائم أن عدد طلاب الجامعات وتلامذة المدارس وطلاب المعاهد التقنية والفنّية المنتسبين إلى الحزب هو 615 شاباً وشابة، بينهم 302 من قضاء المتن الشمالي. وضمن قوائم المنتسبين المتنيين، يتبين أن في بلدة بتغرين مثلاً، ما من كتائبي واحد. مقابل وجود كتائبي واحد (دائماً على مستوى الطلاب والتلامذة) في كل من بسكنتا، الخنشارة، ضهور الشوير، الدورة، الفنار، ضهر الصوان وزكريت.
ومن المتن ـــــ شغل سامي الجميّل الشاغل ـــــ إلى المناطق الأخرى، يضم حزب الشباب، كما يصفه النائب الجميّل منذ 3 سنوات: منتسباً واحداً في كل من قضاء الشوف (سبق للحزب أن طالب قوى 14 آذار بممثل له شوفي في المجلس النيابي)، قضاء بعلبك وقضاء الزهراني (الذي يضم بعض قرى شرق صيدا)، ومنتسبين في كل من البقاع الغربي، صور، مرجعيون وحاصبيا، و3 منتسبين في كل من الكورة، عكار وبنت جبيل (الذي يضم بلدتي عين إبل ورميش). وهناك 4 منتسبين في منطقة الشياح و7 منتسبين في منطقة الكحالة. أمام هذا الواقع المناطقي، يحق للنائب الزحلاوي إيلي ماروني الاعتزاز بنفسه. ففي قضاء زحلة هناك، بحسب قوائم حزب الكتائب الانتخابية، 31 منتسباً. أما «الأشرفية البداية والنهاية» ففيها 13 منتسباً، فيما يبلغ عدد الطلاب والتلامذة الذين تقدموا بطلبات انتساب إلى حزب الله والوطن والعائلة في منطقة جونية ـــــ عاصمة كسروان، 3 فقط.
هؤلاء المنتسبون، الذين يؤكد المرشح إلى موقع رئيس مصلحة الطلاب في حزب الكتائب باتريك ريشا، أنهم لا يعبّرون عن الحجم الحقيقي للحزب في أوساط الطلاب، عازياً سبب انخفاض عددهم إلى تعقيدات قانون الانتساب، مدعوون إلى الإدلاء بأصواتهم يوم الأحد المقبل في الصندوق الأقرب إلى منزلهم، سواء أكان في البيت المركزي لحزب الكتائب في منطقة الصيفي، أم في البترون أم في زحلة، للاختيار بين ريشا ومنافسه إيلي قازان.
الأول ـــــ ريشا، واحد من ستة يمثّلون المجموعة المقربة جداً من النائب سامي الجميل، وطد علاقته ببعض الطلاب الكتائبيين أخيراً من خلال موقعه في رئاسة مجلس الشباب والطلاب. لم يكن يعلم أن ترشحه إلى موقع رئيس مصلحة الطلاب مشروط بأن يكون طالباً، لكنه استفاد من عدم تقديمه الأطروحة لنيل الماجستير في جامعة الحكمة، حيث تسجل قبل ثلاث سنوات لتقديم ترشيحه.
الثاني ـــــ قازان، تدرج في العمل الطالبي في حزب الكتائب، ينشط ميدانياً في جامعة الحكمة حيث يتابع دراسة الحقوق وفي منطقة جسر الباشا ـــــ سن الفيل. ويستفيد في معركته من أنه ابن «الحاج قازان» الذي توفي قبل سنوات، لكن اسمه ما زال «طناناً» عند الكثير من الكتائبيين الذين يعدّونه أحد رموز المقاتلين الكتائبيين، وبعض «الأوفياء للأب» يحتضنون الابن.
الاثنان خاضا استعدادات لافتة. فرغم تأكيد ريشا أن الجميّل صديقه لا يتدخل وأنه خارج لبنان منذ أسبوعين، يؤكد المقربون من قازان أن النائب المتني أجرى اتصالات عدّة بمفاتيح أساسية وتدخل حيث هناك ضرورة قصوى لتدخله. ويجزم أنصار قازان بأن معظم الكتائبيين يرون أن «مجموعة الستة» التي تضم إيلي يزبك وألبير كوستانيان وسيرج داغر وغيرهم، تمثل سامي في غيابه، وهي تؤلّف حجر الزاوية في ماكينة ريشا. مع العلم بأن الرئيس أمين الجميّل استدعى قازان إلى مكتبه وشجعه، طالباً منه خوض المعركة بنزاهة.
جمع قازان أكثر من 40 طلب انتساب مقابل اكتفاء ريشا بطلب انتسابه
نواب الحزب مع ريشا
يرى باتريك ريشا أنه حسم الفوز غداً، بمجرد إغلاق باب الانتساب. أما مؤيدو قازان، فيعترفون بأن حظهم بالفوز ليس كبيراً، لكن مجرد قدرتهم على تجاوز مبدأ التعيين الذي يحبه الرئيس أمين الجميّل وابنه سامي، وفوزهم بتأييد ثلث المقترعين، يُعَدّ انتصاراً للمهمشين داخل الحزب. وخصوصاً أن النواب نديم الجميّل وسامر سعادة (الصورة) وإيلي ماروني وقفوا خلف سامي ويكدّون في العمل دعماً لمرشحه.