الدورة التدريبية التي نظمتها منظمة العمل الدولية لبلديات قضاء صور حول «تنمية قدرات البلديات» استندت إلى دراسة ميدانية كشفت الحاجات والمهارات التي يفتقر إليها الأعضاء وخلصت إلى ابتداع وظائف خضراء
صور ــ آمال خليل
من يطّلع على رزمة المشاريع التنموية التي نفذّت في البلدات الجنوبية بمعية قوات اليونيفيل أو الهيئات الدولية، وخصوصاً بعد عدوان تموز، يلاحظ أنها لا تعدو تعبيد طريق أو تأهيل شبكات الإنارة والصرف الصحي والمياه أو إنشاء حائط دعم أو مكتبة أو حديقة... وتتشابه عشرات المشاريع في ما بينها لأسباب أبرزها اتجاه المموّل لصرف ميزانيته في قطاعات دون أخرى، إلى جانب سقف المطالب والحاجات المحدودة التي يطرحها رؤساء البلديات ومخاتيرها وتستند إليها الجهة المانحة. واللافت أن الكثير من تلك المشاريع توقفت بعد أشهر من افتتاحها، فإما أن المكتبة قد انصرف عنها روادها أو أن الحديقة قد أهملت وغطاها العشب.
من هنا، بادرت منظمة العمل الدولية إلى السير قدماً بالتنمية مع البلديات نحو مجالات مبتكرة. وتوصلت أفكار فريق المنظمة في بلديات جنوبي الليطاني، بعد دراسة أوضاعها وحاجاتها ميدانياً، إلى ابتداع الوظائف الخضراء المنبثقة من موارد كل بلدية. ومن الوظائف، تشجيع الزراعات العضوية واستخدام الطاقة البديلة ومعالجة التدهور البيئي. وبعدما كانت المنظمة ذاتها في عداد الجهات التي انتهجت توزيع الأموال على مشاريع ومساعدات سريعة في مرحلة الطوارئ التي أعقبت العدوان، انتقلت إلى المرحلة الثانية الأكثر هدوءاً والأطول لناحية التخطيط الاستراتيجي والفائدة المتوسطة والطويلة الأمد. ولأن التنمية الاستراتيجية تستدعي إشراك البلديات والتعاونيات المحلية، دعت المنظمة الجزء الأول من بلديات اتحاد قضاء صور إلى دورة تدريبية شملت عملها الإداري والميداني، بدءاً من المحاسبة والتوثيق وصولاً إلى كتابة المشاريع المتناسبة مع حاجاتها ومواردها البشرية والمادية وتقديمها للمموّل، ثم إدارتها بنجاح. الورشة استندت إلى دراسة ميدانية استطلعت حاجات البلديات والعوائق التي تحول دون تطورها وتبين أن تمكين مهارات كوادرها البشرية ضرورة قصوى.
وبحسب مسؤولة تنمية قدرات المؤسسات المحلية في المنظمة فرح خواجة التي قامت بالدراسة، فإن الكتاب والمحاسبين وأمناء السر ورؤساء البلديات وأعضاءها تدربوا على «التخطيط الاستراتيجي وصياغة المشاريع وكتابة تقارير سير العمل وتحضير الميزانيات». أما أبرز ما اضطلعت به الورشة التي استمرت أربعة أيام فهو التركيز على «رسالة البلديات ورؤيتها وقيمها ودورها في التنمية وتحفيزها لتطوير الموارد المحليّة وتحريكها». ولمّحت خواجة إلى أن المنظمة «تعد البلديات المتدربة بدعمها مادياً وتقنياً إذا ما اتجهت نحو تنفيذ مشاريع تنموية خضراء».
وتكتسب الورشة أهمية لأنها الثانية في تاريخ اتحاد قضاء صور الذي دخل حيز العمل في عام 2004 بعد تدريب طاقمه الوظيفي على أيدي وكالة التنمية السويسرية خلال الأشهر الماضية. أما أهميتها الثانية فهي حصول البلديات المنتخبة حديثاً على تدريب لم يطل أياً من أخواتها المنتهية صلاحياتها في السابق.