عبد الكافي الصمدتطوّر إشكال فردي وقع في باب التبّانة، منتصف ليل السبت ــــ الأحد الماضي، فسقط قتيل وجريح نتيجة تراشق إطلاق النار من أسلحة حربية فردية بين المتخاصمين، استمر لأكثر من نصف ساعة، قبل أن يعود الوضع إلى طبيعته بعدما تدخلت عناصر الجيش اللبناني لفضّ الاشتباك وإعادة الأمور إلى نصابها. تقاطعت معظم الروايات التي أفاد بها مسؤولون أمنيون وشهود عيان على أن أسباب الإشكال فردية بين شبان ما آل عيسى وآخرين من آل العرب، ولا خلفيات سياسية أو أمنية له، «وهو الأمر الذي أسهم في احتوائه سريعاً، وحصر تداعياته». كشفت مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن الإشكال وقع عندما قام شاب بـ«تلطيش» فتاة في إحدى حارات المنطقة، فوقع تلاسن بينه وبين شبان الحارة الذين عمدوا إلى ضربه وتهديده إن عاد لفعلته مرة ثانية، فلم يكن منه إلا أن استعان بشبان حارته الذين قام أحدهم بزيارة الحارة الأخرى بسيارته. رغم محاولة بعض وجهاء حارته احتواء الإشكال، إلا أن «الزائر» أصر على «رد اعتبار» لحارته، فعمد إلى «التشفيط» وإطلاق العنان لمنبّه السيارة، ما أثار حفيظة شبان الحارة الأولى. الأمر تطوّر إلى حصول تضارب، تبعه إطلاق للنّار أدى إلى سقوط الشاب شادي عيسى قتيلاً، إضافة إلى إصابة الفتى مصطفى ص. بجروح في رجله عن طريق الخطأ.
إثر ذلك تدهور الوضع في المنطقة كلها، وخلت الشوارع والأحياء من المواطنين الذين كانوا يمضون سهرات عيد الفطر في مقاهيها الشعبية وشوارعها.
فور سقوط عيسى قتيلاً، توسع إطلاق النار في الهواء إلى أحياء عدّة في باب التبانة، تزامن ذلك مع بدء الجيش اللبناني انتشاره في شوارع المنطقة وأحيائها، فعمد إلى إقامة حواجز ودوريات راجلة ومؤللة، ما أسهم في عودة الهدوء تدريجياً إلى المنطقة، رغم تجمّع أقارب عيسى وأصدقائه أمام منزله، وهو سيشيّع اليوم في مسقط رأسه في بلدة الشيخ زناد ــــ عكار.
كان الإشكال قد سبّب «اختفاء مظاهر الاحتفاء بعيد الفطر في باب التبانة»، حسب تعبير إمام مسجد حربا وأحد وجهاء المنطقة الشيخ مازن المحمد، الذي أوضح لـ«الأخبار» أن الإشكال «ضُخّم في وسائل الإعلام رغم كونه فردياً»، معبّراً في الوقت نفسه عن أسفه «لسقوط قتيل وجريح، وإحداث خضّة في المنطقة»، ورد السبب إلى «ظاهرة انتشار الأسلحة الفردية بين أهالي المنطقة، ما يجعل وقوع أي إشكال فردي صغير عاملاً رئيسياً في أن يتحوّل إلى اشتباك مسلح وتبادل لإطلاق النار، يسقط ضحيته مواطنين من المنطقة».