إرنست خورييصعب ترقيم 6 آلاف كرسي وإلزام الجمهور بها ما دام السعر موحَّداً. القاعدة بسيطة: تصل باكراً (السابعة والنصف مساءً) فتدخل وتجد كرسيّاً مناسباً (وخصوصاً أنّ باحة القلعة مسطّحة لا مدرَّجة)، وإلا فإنّك تكتفي بمقعد خلفي. أصلاً، لا يمكن إرضاء الجميع في أيّ مناسبة، ولا أي احتفال ولا أيّ موقف سياسي ولا أيّ ثورة...
الألف ليرة سورية كانت سعراً ليس رمزياً وليس خيالياً أيضاً بالنسبة إلى جمهور زياد المؤلَّف بغالبيته الكاسحة من الطبقة الوسطى.
جميل وقاسٍ ما كان يجري في مركز الأمانة العامّة لـ«احتفاليّة دمشق عاصمة الثقافة العربية»، مركز البيع الرئيسي لبطاقات حفلة زياد والفرقة؛ شباب وشابات يفاوضون طويلاً لنيل بطاقة بنصف سعرها، لكن عبثاً. ثمّ يعودون ويجمعون فتات الليرات الورقية والمعدنيّة وها هي الألف ليرة تتكوّن وترتسم ملامح الفخر على وجوههم: «توفّقنا ببطاقة لأبو الزوز».
سيحرمون أنفسهم لا شكّ من 20 «سي دي» (تقليد طبعاً) و50 فنجان قهوة وأشياء أخرى كثيرة، لكنهم سيشاهدون زياد. من حقّهم أن يتفاخروا.