استغلّ طلاب معهد الفنون الجميلة حضور رئيس الجامعة لافتتاح معرض فني للوحاتهم في الحدث، ليحتجوا على نقص التجهيزات و LMD. وكمّ المعتصمون أفواههم «باعتبار أنّ الكلام لم يعد مسموعاً»
قاسم س. قاسم
كان كل شيء جاهزاً لافتتاح المعرض الذي نظّمه طلاب معهد الفنون الجميلة ـ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية. أضاف الطلاب اللمسات الأخيرة: بدّلوا أمكنة بعض الصور، وقف أصحاب الرسوم قرب لوحاتهم، ورُفع مستوى صوت الموسيقى، كل ذلك إيذاناً بالجهوزية لافتتاح بالمعرض.
في المقلب الآخر، كانت التحضيرات مختلفة بالنسبة إلى الطلاب. جهّزوا الأشرطة اللاصقة كي يكمّوا أفواههم، «فالكلام لم يعد مسموعاً وإذا سمع نُسِيَ»، كما علّق أحد الطلاب. أما أبرز من قاد الاحتجاج، فكانوا طلاب السينما والتلفزيون وهم أصحاب المشكلة الكبرى، لجهة النقص في التجهيزات والمعدات. مرّ الطلاب بين الحضور من دون أن يشعر بهم أحد، إذ كان الجميع بانتظار رئيس الجامعة. جلس المحتجّون على الأرض وأفواههم مكمومة.
أخيراً، حضر شكر، ودخل الى المعرض فعلا تصفيق الطلاب ليس من باب التحية بل بهدف لفت نظره إلى حضورهم الاحتجاجي. جال شكر في المعرض مستمعاً إلى معاني اللوحات، وكيف استطاع الطلاب بالإمكانات البسيطة المتوافرة تنظيم هذا النشاط. يذكر أنّ عدد العمداء والمديرين فاق عدد الطلاب المشاركين في الافتتاح.
تابع الحضور سيره حتى اصطدم مجدداً بالطلاب المحتجين، الذين كانوا لا يزالون قابعين أمام باب القاعة الرئيسية، التي ضمت الجزء الثاني من المعرض. وحين وصل شكر إلى محاذاة المحتجين، قفز أحد الطلاب ليقول له إنّ طلاب السينما والمسرح، لا يملكون كاميرات جديدة أو قديمة كي تساعدهم في اختصاصهم الذي عماده التصوير. تقفز من الناحية الأخرى، فتاة لتشكو من زيادة المواد التي لا يوجد لها أساتذة. واستطاع الطلاب أن يسرقوا بمطالبهم أضواء المعرض. لكن لا يمكن تجاهل جمالية اللوحات التي تنوعت بين لوحات فوتوغرافية، ولوحات زيتية لبعض طلاب السنة الأولى، واستشهد شكر بهذه اللوحات، فقال للمعتصمين «لم لا تكونون مثلهم، من لا شيء صنعوا شيئاً؟».
تمتعض الطالبة حياة نبّوه من كلام رئيس الجامعة، لتشكو من نقص المعدات «السنة الماضية، انسرق الـDVD عم نجمّع حقّ واحد تاني». كذلك شكا الطالب أحمد عبد الساتر من عدم تمويل المعهد للمعرض، «دفعت 280 ألف ليرة من جيبتي، ما بدي إصرف على الدولة».
خرج شكر من الباحة الداخلية للكلية ليصطدم بطلاب ينتظرونه في الخارج حاملين لافتات تشكو هذه المرة من مظلومية الـLMD. ولإيصال الرسالة بطريقة «فنية» عزف أحد الطلاب على أنغام آلة العود. لم تصل هذه الرسالة الفنية الى رئيس الجامعة ليسأل مدير الفرع الأول الدكتور أكرم قانصو إن كانت هناك أية مشاكل يريد الطلاب طرحها على الإدارة. قدم أعضاء مجلس طلاب الفرع في الكلية دراسة أعدّوها، تشرح المشاكل في نظام الـLMD في المعهد. أخذ شكر هذه الدراسة ووعد الطلاب بإحضار التجهيزات التي يستطيع تأمينها. لم يكتفِ الطلاب بهذا الوعد فطلبوا «خمس دقايق بس يا استاذ»، وحصلوا عليها، ليجتمع به كل من مهدي قصير ومحمد رمضان. يخرج قصير بعد انتهاء الاجتماع ويقول: «لا أزال غير واثق بالوعود، فكل هذه الوعود نسمعها سنوياً».


وعد شكر بتحسين تجهيزات الكلية. ونقل الطلاب عنه وصول مبلغ مالي قيمته مئة وخمسون ألف دولار أميركي، سيُعطى منه سبعون ألف دولار للفرع الأول. هذا بالنسبة إلى التجهيزات، أما بالنسبة إلى LMD فيقول شكر «الشهادة ستقر بمجلس الوزراء قريباً إن شاء الله»