لا أستطيع أن أتعرّف إلى شيء» يقول الرجل مشيراً بيده إلى الدمار الكبير في الضاحية الجنوبية لبيروت ومفتتحاً الفيديو الذي صوّر عقب عدوان تموز 2006. يقف الرجل على شرفة أحد الأبنية المهدّمة، ويتذكّر المراحل الأولى من نزوح أهالي الجنوب والبقاع إلى الضاحية الجنوبية، «معظم سكان هذه المنطقة من الفقراء وقد أتوا إلى هنا هرباً من الاحتلال ومن البطالة، وأصبحت منطقة شبه مستقلة وحزب الله ساعد في تحسين هذه المنطقة من خلال تنظيف الطرقات ومساعدة السكان للعيش بطريقة أفضل». ويستمرّ الفيديو على هذا النحو فيعرض صور الدمار مع تعليق الرجل الذي يروي تاريخ الضاحية والحروب التي مرت على أهلها.وكما هي عادة كل الأشرطة التي تتناول عدوان تموز، شكّل هذا الفيديو الذي شاهده أكثر من خمسة وعشرين ألف مشاهد محور نقاش بين المساندين للمقاومة والمعادين لها، إضافة إلى دخول الإسرائيليين في النقاش ليوضحوا «وجهة نظرهم» من الحرب. ففيما طلب أحد اللبنانيين بكفّ كل الأيادي الأجنبية عن لبنان وترك الشعب يختار طريقه «وهو حتماً سيختار المقاومة لأنه شعب يكره الاحتلالات والذلّ»، أجابه لبناني آخر بأن «شعبي لن يختار اللحى والتشادور بل الانفتاح مع الحفاظ على سيادتنا».
أما بعض الإسرائيليين، فرأوا أنّ عدوان تموز كان ضرورياً ليضع حداً «لتهديد حزب الله للمنطقة»، وهو ما أثار سخرية القسم الأكبر من المشاهدين اللبنانيين.