لؤي عوادأذكر أن إحدى النساء كرّرت عبارة استخدمْتُها مرّة أمامها في لقائنا الثاني الذي حصل بعد سنتين من اللقاء الأول: أنا أعبد المرأة.
هي تذكّرت هذه العبارة، وذكّرتني بها. لفتني يومها قولها لي: لم أسمع هذه العبارة من رجلٍ قط. شعرت بنوع من النصر. لقد حطّمت دفاعاتها. عندما أخبرت صديقي هذه القصة انزعج كثيراً من فعليْن قمت بهما بحسب رأيه. الأول هو أني كفرت بربي عند استخدام فعل العبادة لإنسان لا للرب الذي وحده «يخلق الإنسان ويُحييه». أما السبب الثاني فهو أنني أعطيت هذه المرأة مجالاً لأن تتكبّر عليّ... ما يعني التكبّر على جنس الرجال، الذي هو جنس عاطل؛ بالإذن من النائب وليد جنبلاط.
أذكر تماماً أنني ذُهلت حينها. لم أردّ على صديقي، ولم أُبرّر موقفي. أصلاً لم أجد يوماً ضرورة لأبرّر موقفي من الرب. لكن هناك ضرورة لتبرير موقفي من المرأة.
لمن لا يعرف، المرأة هي:
· المحرّك الأول والأخير لأحاسيسنا، ما يعني أنها هي التي تدفعنا إلى الحراك، سلباً أو إيجاباً.
· هي الدافع الأول للعمل باجتهاد أو لعدم العمل.
· هي السبب الأساسي وراء جمع الأموال في المصارف أو صرف ما جمعه الإنسان.
· هي التي تدفع رجلاً لأن يُصبح عميلاً (أغلب العملاء المكتشفين أخيراً جنّدتهم نساء) وهي التي تُعطي الأمل والاندفاع لكلّ مقاتل على جبهات الدفاع عن الوطن، أي وطن، سواء كانت والدته، شقيقته، زوجته، حيببته أو عشيقته.
· هي التي تُحافظ على جزء من تاريخ البشريّة، أي تجارة البشر، عبر استمرار هذا التراث، السيئ، من خلال ما يُسميه البعض عنصريّة، تجارة الرقيق الأبيض، وكأن لا نساء سوداً أو سمراً يُتاجر بهن في أسواق الدعارة، التي تُحرك أكثر من سبعة مليارات دولار سنوياً حول العالم.
· بكل بساطة، هي القادرة على تحويل رجل هادئ إلى رجل عنيف، وآخر أرعن إلى رجل مطيع.
· هي التي قيلت بحقّها مئات القصائد والنصوص وكلمات الغزل.
صديقي، ما أجمل أن تعبد جمالاً مرئياً. ما أجمل أن تعبد حلماً يتسرّب من بين يديك صباحاً، ليُفاجئك بعودته ليلاً بهيئة جديدة. ما أجمل أن تعبد كلّ النساء لا واحدةً فقط!