ربى أبو عمو«ما الفرق بين العرب واليابانيين؟» بهذا السؤال بدأ المستشار في تنمية الموارد المالية والبشرية لجمعية أجيال الغد، ومدير مشروعها «طرابلس تستحق الأفضل»، نبيل شندر حصته مع الطلاب خلال ورشة العمل. تتالت الأجوبة: العيون، الطول، اللغة، إلخ.... لم يعقّب المدرّب إلا أنه سرد قصة: ذات يوم، تنافس العرب واليابانيون في سباق للقوارب. تألف الفريق الياباني من سبعة مجذفين وقائد واحد، فيما كان الفريق العربي مكوّناً من سبعة قادة ومجذف واحد. طبعاً، فاز اليابانيون. تناقش المدرّب طويلاً مع طلابه في أسباب تلك الخسارة، مشدداً على أهمية العمل الجماعي. فالقصة لم تكن سوى لحثّهم على استخدام ما اكتسبوه من مهارات التفكير الإبداعي التي يلقنهم إياها انطلاقاً من مبادئ CORT، وهي مدرسة فكرية تسعى لتفعيل ستين مهارة موجودة في الدماغ. بالإضافة إلى تلك المهارات، خضع الطلاب ضمن إطار المشروع لورش عمل شملت آليات التواصل الفعال وكيفية حل النزاعات بالطرق السلمية، ومفهوم المواطنية، والطريقة الأمثل لكتابة المشاريع، وإدارة الوقت، وتحديد الأولويات.
كل ذلك لم يكن ممكناً من دون تعزيز الثقة بالنفس لدى الطلاب. لذلك، جرى حثهم على خوض تجارب من شأنها تشجيعهم على استغلال مواهبهم وتفعيلها، وصولاً إلى الإبداع. هكذا، طُلب منهم عرض مشاريعهم أمام مجموعة، بعدما نزلوا إلى الشارع واختاروها بناءً على استمارات أظهرت احتياجات الناس. فاقترحوا إنشاء مركز دراسات ومكتبة ومسمكة وغيرها من أمور تحتاجها منطقتهم.