![](/sites/default/files/old/images/p08_20081203_pic2.jpg)
الاعتصام هو «صرخة حق في وجه سلاطين جائرين» كما تصفهم إحدى المشرفات في روضة السنابل، أم محمد، مخاطبة إياهم «لا نريد مالكم أو دنانيركم ولا غازكم ونفطكم. نريد منكم فقط ألا تكونوا صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم». على مقربة منها، يلقي الأطفال بسندويشاتهم جانباً، «ليس رفضاً للنعمة، بل تضامناً مع جوع أطفال غزة» كما تشرح مربيتهم، بينما يحمل آخرون على صدورهم أعلاماً فلسطينية رسموها بأنفسهم.
بهدوء، يتسلل الطفل أحمد طحيبش من بين المعتصمين بعدما اطمأن إلى أن مربيته قد غفلت عنه قليلاً، يتقدم نحونا هامساً: «عمو بدي إحكي ع الإذاعة». وحين يفتح له مراسل إحدى المحطات أثيره يقول «أنا طفل فلسطيني. حفّظني سيدي (جدي) أن فلسطين لنا وليست للصهاينة ووصّاني أرجعها لما أكبر».
وإلى الشمال، أشعل أهالي البداوي الشموع تحت شعار: بدلاً من أن تلعن ظلام الظلم والحصار: أضئ شمعة. احتشدوا أمام تجمّع مدارس الأونروا في المخيم، بدعوة من اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني، واعتصموا حاملين أعلام فلسطين ولافتات تطالب بفك الحصار عن القطاع، ورايات منظمات شبابية وتنظيمات سياسية.
وعلى وقع نشيد فلسطين وأناشيد وطنية بثت من مكبرات الصوت، ألقى عضو قيادة اتحاد الشباب الديموقراطي محمد ديب كلمة دعا فيها المجتمع الدولي والعربي «للتدخل من أجل رفع الحصار عن غزة»، قبل أن تتطوع إحدى المشاركات في الاعتصام، أم نادر، وتلقي قصيدة من وحي المناسبة.
بعدها، تحدث مسؤول الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في مخيم البداوي عاطف خليل، فأكد أن «كسر الحصار عن غزة الصامدة يتطلب خطوات جدية من جميع الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، ومن الدول العربية والإسلامية»، داعياً إلى «التعالي فوق المصالح الفئوية».
وفي مخيم نهر البارد، لم تحل أوضاع الأهالي الصعبة دون القيام بخطوة تضامنية مماثلة، فنظمت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين مسيرة امتزجت فيها دعوات فك الحصار عن غزة، بدعوات إعمار المخيم المنكوب، وبعدما جابت المسيرة شوارع المخيم الترابية والموحلة، ووُضع إكليل من الزهر على ضريح مقبرة الشهداء في الجزء الجديد منه، تحدث عضو اللجنة المركزية للجبهة الديموقراطية ومسؤولها في منطقة الشمال أركان بدر، فطالب «النظام المصري بفتح معبر رفح»، داعياً الأنظمة العربية «للتحرك العاجل لنصرة الشعب الفلسطيني»، والشعوب العربية «للخروج من حالة الصمت».